لطالما سمعنا تحذيرات الآباء والأمهات لأبنائهم من اللعب في الشارع، خشية أن يتسبب التراب في إصابة الأطفال بالأمراض أو إضعاف مناعتهم، لكن ماذا لو كانت هذه النصيحة التقليدية خاطئة؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التعرض للطين والتراب قد يكون مفيداً لصحة الطفل، بل ويعزز جهازه المناعي، فكيف يمكن أن يتحول ما كنا نعتبره تهديداً إلى مصدر للقوة؟
تعتني الأمهات دائماً بأطفالها بتعقيم كل شيء حولهم من المنزل إلى المدرسة، ولكن أكدت أبحاث أن الطبيعة قد تكون أفضل حليف لصحة أطفالنا، وفقاً لموقع "The Conversation"، حيث إن السماح للأطفال باللعب في الأماكن المفتوحة والتعرض للتراب يمكن أن يكون له فوائد صحية غير متوقعة.فوائد اللعب في التراب
أكدت العديد من الأبحاث أن التعرض لـ الميكروبات الموجودة في التراب والطين تساعد الأطفال في تطوير الجهاز المناعي، وتقلل أيضاً من خطر الإصابة بالحساسية وأمراض المناعة الذاتية، ويرجع ذلك إلى أن الطين ليس مجرد مزيج من التربة والماء فقط، ولكنه نظام بيئي معقد غني بالكائنات الحية الدقيقة.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب المجموعة المتنوعة من البكتيريا والفطريات والميكروبات الأخرى الموجودة في الطين والتربة دوراً رئيسياً في الحفاظ على الصحة، ويطلق عليه علماء المناعة اسم "التدريب المناعي"، وهي عملية يتمكن من خلالها الجهاز المناعي التمييز بين مسببات الأمراض الضارة والمواد البيئية الحميدة.
وخلال مرحلة الطفولة، يكون الجهاز المناعي قابلاً للتكيف بشكل خاص، وعندما تتعرض لمجموعة واسعة من الميكروبات، تتعلم كيفية تحقيق التوازن المناعي.
يشعر الآباء بالقلق بشأن المخاطر الصحية الناتجة عن اللعب في التراب، ولكن توجد بعض النصائح الفعالة التي يمكن من خلالها الحفاظ على صحة الأطفال أثناء تعرضهم للعالم الخارجي، وتتضمن ما يلي:
-اختر مناطق لعب نظيفة: تأكد من أن طفلك يلعب في مناطق غير ملوثة بنفايات الحيوانات أو المواد الكيميائية الضارة مثل الحدائق المنزلية أو المتنزهات.
-ارتداء ملابس مناسبة مثل الملابس المقاومة للماء.غسل اليدين بعد اللعب في الطين
-نظافة اليدين: غسل اليدين بعد اللعب في الطين يساعد على منع دخول البكتيريا الضارة إلى الجسم، ما يقلل من خطر العدوى البكتيرية.