لم يكن لاعب الجولف المتقاعد روبرت كنور، البالغ من العمر 69 عاماً، يتخيّل أنه سيتمكن من العودة إلى ملاعب الجولف بعد أن أجبره ألم الأعصاب المزمن في ساقيه وقدميه على الاعتماد على عصا للمشي بل وفي بعض الأحيان على كرسي متحرك، إلا أن التكنولوجيا منحت كنور فرصة جديدة للحركة والعودة إلى هوايته المفضلة وذلك بفضل جهاز لتحفيز الحبل الشوكي يُتحكم فيه عبر تطبيق على الهاتف المحمول.
يعمل الجهاز الذي صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في أواخر عام 2024 من خلال إرسال إشارات كهربائية إلى الحبل الشوكي بهدف إعادة برمجة أو تعطيل إشارات الألم قبل أن تصل إلى الدماغ، يتم زرع الجهاز الذي يقارب حجمه علبة سماعات "AirPods" على أحد جانبي الظهر ويتصل بسلك رفيع ينقل التيار الكهربائي إلى مناطق محددة من العمود الفقري.
إرسال إشارات كهربائية إلى الحبل الشوكي
يقول كنور، المقيم في مدينة نابرفيل بولاية إلينوي: "كل ما أفعله هو تشغيل التطبيق، ثم الضغط على زر اتصال، ليرتبط الجهاز بالبطارية المزروعة في ظهري، أستطيع حينها التحكم في شدة الألم أزيد الإشارة عندما أشعر بالألم وأقللها عندما أشعر بالراحة".
على الرغم من أن أجهزة التحفيز العصبي ليست جديدة فإن التطورات التكنولوجية الحديثة جعلت هذه الأجهزة أكثر دقة في استهداف مصادر الألم العصبي، ووفقاً للدكتور جوشوا بان، المتخصص في إدارة الألم بجامعة شيكاغو، فإن النماذج الجديدة من هذه الأجهزة تعتمد على تقنيات التحفيز الدائري المغلق حيث يقوم الكمبيوتر المدمج في الجهاز بمراقبة النشاط العصبي للحبل الشوكي مئات أو آلاف المرات في الثانية لضبط شدة الإشارات الكهربائية وفقًا لحاجة الجسم.
ويضيف "بان": "هذه التقنية تتيح توازناً دقيقاً إذ تتجنب الإفراط أو النقص في التحفيز الكهربائي ما يزيد من فعالية الجهاز ويقلل من الآثار الجانبية".
تطور في تكنولوجيا التحفيز العصبي
قبل استخدام جهاز التحفيز العصبي كان كنور قد جرب العلاج الطبيعي وبعض الأدوية بما في ذلك المسكنات القوية مثل الأفيونات لكنه لم يجد تحسناً يُذكر، والأسوأ من ذلك أن هذه الأدوية كانت تسبب له شعوراً دائماً بالتشوش الذهني.
ويؤكد الدكتور بان أن أجهزة التحفيز العصبي تشكل خياراً آمناً وفعّالاً مقارنةً بالعلاج بالأفيونات، الذي يُعرف بمضاعفاته العديدة مثل الإدمان والإمساك ومشاكل التنفس وتراجع فعاليته مع الوقت.