الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis) هي حالة جلدية التهابية مزمنة تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، لها أعراض مزعجة منها الحكة والجفاف والاحمرار، ما يؤثر في جودة حياة المرضى، في حين تُعالج الإكزيما عادةً بالأدوية الموضعية والفموية يبحث كثيرون عن علاجات طبيعية تخفف من حدة الأعراض، وهنا يُبرز زيت السمك كخيار واعد بفضل خصائصه المضادة للالتهابات.
أسباب الإصابة بالإكزيما
أسباب الإصابة بالإكزيما
تُعد الإكزيما مرضاً متعدد العوامل إذ ترتبط بعوامل جينية وبيئية واضطرابات في جهاز المناعة وحاجز الجلد، وأظهرت الأبحاث أن الالتهاب يلعب دوراً رئيسياً في تفاقم الحالة، حيث تشير دراسة نشرت في "health line" إلى أن مرضى الإكزيما أكثر عرضة للإصابة بـ الاكتئاب والاضطرابات النفسية نتيجة تأثير المرض على حياتهم اليومية.
زيت السمك غني بالأحماض الدهنية أوميجا-3، وخاصةً (Eicosapentaenoic Acid) و(Docosahexaenoic Acid) المعروفة بقدرتها على تقليل الالتهاب، حيث تعمل هذه الأحماض على تثبيط إنتاج البروتينات الالتهابية التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الإكزيما.
زيت السمك غني بأحماض أوميجا 3
تُظهر بعض الدراسات نتائج واعدة حول فعالية زيت السمك في تخفيف أعراض الإكزيما، ففي مراجعة نشرت عام 2012 شملت 3 دراسات ووجدت تحسناً في جودة حياة المرضى وتقليل الحكة بعد استخدام مكملات زيت السمك، ومع ذلك دعت إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد الفوائد، كما أظهرت دراسة جرت عام 2002 أن التسريب الوريدي بزيت السمك أدى إلى تحسن ملحوظ مقارنة بزيت الصويا.
دراسة ثالثة استمرت 16 أسبوعاً تناول خلالها المرضى مكملات تحتوي على أوميجا-3 وأوميجا-6 والزنك وفيتامين E، ما أدى إلى تقليل شدة الإكزيما بنسبة تزيد على 50% لدى 80% من المشاركين.
تشير الدراسات إلى أن تناول زيت السمك أثناء الحمل قد يقلل من خطر إصابة الرضع بالإكزيما، حيث وجدت دراسة أن تناول الحوامل لمكملات تحتوي على 1.6 جرام EPA و1.1 جرام DHA يومياً من الأسبوع الـ25 للحمل وحتى الأشهر الأولى بعد الولادة، قلل خطر إصابة أطفالهن بالإكزيما بنسبة 16%.
تناول زيت السمك أثناء الحمل قد يقلل من خطر إصابة الرضع بالإكزيما
رغم الفوائد المحتملة لا توجد جرعة موحدة لعلاج الإكزيما، ولكن توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بألا تتجاوز الجرعة اليومية من (EPA) و(DHA) نحو 3000 ملج، مع الحد من الجرعات عبر المكملات إلى 2000 ملج، لذا من الضروري استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة.
يُعتبر زيت السمك آمناً لمعظم الأشخاص لكنه قد يتداخل مع الأدوية المميعة للدم مثل Warfarin، ومن الضروري استشارة الطبيب قبل تناوله.