تشير دراسة جديدة نُشرت في "Alzheimer’s & Dementia: The Journal of the Alzheimer’s Association" إلى أن كمية الكافيين التي يستهلكها الشخص قد تؤثر على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف، وهي الدراسة الأولى التي تجد علاقة قوية بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف.
ووجد فريق البحث أن المشاركين الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة الذي يتماشى مع مرض ألزهايمر أو ضعف الإدراك المعتدل، والأشخاص الذين شربوا كميات أقل من الكافيين كان لديهم أيضاً مستويات أقل من بروتين أميلويد معين يرتبط غالباً بتطور مرض ألزهايمر، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الخرف، ويؤثر على حوالي 6.9 مليون أمريكي.
العلاقة بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف
قالت الدكتورة كلير سيكستون، المديرة العليا لبرامج العلوم والتوعية في جمعية ألزهايمر، إن الدراسات السابقة التي كانت تبحث في العلاقة بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر متباينة، حيث أظهرت بعض الدراسات أن الكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بشكل طفيف، بينما أظهرت دراسات أخرى عدم وجود تأثير أو زيادة طفيفة في الخطر.
بينما تضيف الدراسة الجديدة إلى فهمنا لتأثيرات الكافيين على الدماغ فإنها لا تقترح بالضرورة أنه يجب على الناس زيادة استهلاكهم من الكافيين، ومن المهم أن ندرك أن الكافيين يمكن أن يُستهلك بعدة طرق، بما في ذلك القهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة.
كتب التقرير الجديد باحثون في فرنسا الذين أجروا دراسة مقطعية باستخدام بيانات من 263 شخصاً كانوا يعانون إما من ضعف إدراكي معتدل أو مرض ألزهايمر بين عامي 2010 و2015، وأكمل المشاركون استبياناً حول استهلاكهم المعتاد من الكافيين والذي سأل عن كمية القهوة والشاي والشوكولاتة والمشروبات الغازية التي يتناولونها يومياً.
وتم تقسيم المشاركين إلى فئتين اعتماداً على متوسط استهلاكهم من الكافيين:
الذين كان متوسط استهلاكهم من الكافيين يساوي أو أقل من 216 ملجم في اليوم تم وضعهم في مجموعة "استهلاك الكافيين المنخفض".
الذين كان متوسط استهلاكهم من الكافيين أعلى من 216 ملجم في اليوم تم وضعهم في مجموعة "استهلاك الكافيين العالي".
بعد ضبط العوامل مثل العمر والجنس وحالة التدخين، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين شربوا كميات أقل من الكافيين كان لديهم خطر أكبر من أن يكونوا فاقدي الذاكرة، كما وجد الباحثون ارتباطاً مثيراً للاهتمام بين استهلاك الكافيين ومستويات بروتين يسمى أميلويد في عينات السائل الدماغي الشوكي للمشاركين.
وتوجد علاقة بين المستويات المنخفضة من بروتين (الأميلويد-β 42Aβ42) في السائل الدماغي الشوكي ومرض ألزهايمر، ويمكن أن تتجمع بروتينات الأميلويد في الدماغ لتشكيل لويحات، والتي يعتقد الباحثون أنها قد تؤدي إلى مشاكل في وظيفة الدماغ.
وفي الوقت الحالي ليس من الواضح لماذا قد يؤثر الكافيين على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف، رغم أن الخبراء لديهم نظريات.
يُنصح بالحفاظ على نمط حياة صحي لدعم صحة الدماغ
في الوقت الحالي، من المبكر جداً اقتراح زيادة استهلاك الكافيين كوسيلة لمنع مرض ألزهايمر أو الخرف، لكن توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعدم استهلاك أكثر من 400 ملجم من الكافيين في اليوم، ويمكن أن يؤدي تناول الكثير من الكافيين إلى مشاكل صحية خطيرة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والقلق ومشكلات النوم.
وبدلاً من ذلك ركز على الحفاظ على نمط حياة صحي بشكل عام، بما في ذلك تناول نظام غذائي صحي والبقاء نشيطاً مع الحفاظ على اتصالات اجتماعية لدعم صحة الدماغ مع تقدمك في العمر، والرسالة الرئيسية من الدراسة الجديدة هي أن استهلاك الكافيين المعتدل لا يشكل خطراً على إدراكك وصحتك العامة، طالما أن لديك عادات صحية جيدة أخرى.