وفقاً لمؤسسة باركنسون بالولايات المتحدة الأمريكية يعيش مليون شخص مع مرض باركنسون "الشلل الرعاش" ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 1.2 مليون بحلول عام 2030.
بينما يُعتبر العمر العامل الرئيسي في خطر الإصابة بالمرض، تُشخص حوالي 4% من الحالات في الأشخاص دون سن الـ50، ولا يُعرف السبب الدقيق للمرض لكن بعض الحالات يُعتقد أنها وراثية، حيث يتأثر معظمها بمزيج من العوامل الجينية والبيئية.
المخاطر التي تسببها قرحة الأمعاء
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في JAMA Network Open أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الضرر في الجهاز الهضمي العلوي نتيجة حالات مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) والقرحات المعدية والاستخدام المطول لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، قد يكون لديهم خطر أكبر بنسبة 76% للإصابة بمرض باركنسون مقارنةً بالذين لا يعانون من هذه الحالات.
حددت الدراسة 18,305 شخصًا خضعوا لتقنيات التنظير والخزعة بين عامي 2000 و2005، ولم يكن لديهم تاريخ من مرض باركنسون، شارك في الدراسة 9,350 شخصاً كان متوسط أعمارهم 52.3 عامًا، منهم 55.4% رجال و73.7% من ذوي البشرة البيضاء، أظهر 2,337 من المشاركين علامات مرض مخاطي (MD) في التنظير.
تم تشخيص 100 شخص بمرض باركنسون خلال فترة المتابعة، ووجد الباحثون أن 2.2% من المشاركين الذين يعانون من مرض مخاطي تم تشخيصهم بمرض باركنسون، مقارنةً بـ0.5% من المشاركين دون مرض مخاطي.
تشير الأبحاث إلى أن تجمع بروتين الألفا-سينوكليين في الدماغ يشكل أجسام ليوي، ما يؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية الدوبامينية، وهي ميزة رئيسية لمرض باركنسون، كما تمت ملاحظة تجمعات الألفا-سينوكليين في الأمعاء، ما يعزز فكرة الارتباط بين صحة الأمعاء وتطور المرض.
تقليل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لصحة الأمعاء
أشارت تريشا بارسخا؛ دكتورة في الطب ومديرة البحث السريري في BIDMC، إلى أنه رغم أن الدراسة شملت أشخاصاً يعانون من أعراض هضمية، فإن الجميع يتعرض لضرر بسيط في بطانة الأمعاء، موصية بضرورة تقليل استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وتقليل التوتر والكحول لتعزيز صحة الأمعاء.
وأكدت "بارسخا" أن الدراسة أثارت أسئلة جديدة حول العلاقة بين الأمعاء والدماغ، أبرزها: "هل يمكن أن يكون تلف بطانة الأمعاء هو ما يحفز انطواء بروتين الألفا-سينوكليين؟"، معربةً عن حماسها للتحقيق في هذه الأسئلة في الأبحاث المستقبلية.