عُشب بحري يعالج الشلل الرعاش.. طفرة علمية في علاج باركنسون

نشرت مجلة Nutrients دراسة تستكشف الخصائص العصبية الواقية لطحلب يُسمى Ecklonia cava، وتبحث فيما إذا كان بإمكان هذا الطحلب أن يحارب تطور مرض باركنسون المعروف بـ"الشلل الرعاش"، حيث يُعتبر المرض حالة عصبية تؤدي إلى صعوبات في الحركة وأحياناً تغييرات إدراكية، وهو يتضمن تعقيدات متعددة وآليات غير مفهومة تماماً بعد.

فعالية الطحلب البني في نماذج الفئران

وجد الباحثون أن طحلب Ecklonia cava كان فعالاً جداً في نماذج الفئران وساعد في فهم الآليات التي قد تكون مسببة، تركز الدراسة على الطحلب البني القابل للأكل الذي يُعرف بخصائصه المضادة للأكسدة القوية ويحتوي على نوع من البوليفينول يُسمى الفولوروتانين، تم استخدام الروتينون وهو مادة سامة عصبية، لخلق نماذج لمرض الشلل الرعاش لدراسة تأثيرات Ecklonia cava الوقائية.

الطحالب البنية ودورها في علاج شلل الرعاش دور الطحالب البنية في علاج شلل الرعاش

تأثير الطحالب البنية في الوقاية من الشلل الرعاش

لاحظ الباحثون أن التعرض للمواد السامة العصبية مثل الروتينون يمكن أن يؤدي إلى ضرر الخلايا العصبية وارتفاع مستويات الأكسجين التفاعلي، وخلال الدراسة وجدوا أن بوليفينولات Ecklonia cava (ECP) ساعدت في استعادة حيوية الخلايا وأعاقت إنتاج الأكسجين التفاعلي الناجم عن الروتينون، كما أظهرت التجارب أن ECP يزيد من نشاط إنزيم مضاد للأكسدة يُسمى NQO1 ويقلل من تأثيرات الإجهاد التأكسدي.

تجارب الفئراننجاح تجارب الفئران وعلاج أعراض باركنسون عليهم

تحسن أعراض الشلل الرعاش في الفئران

أظهرت نتائج التجارب أن الفئران التي تلقت ECP أظهرت تحسينًا في المهارات الحركية ووظيفة الأمعاء، وهي وظائف يتأثر بها الروتينون عادة، كما لوحظ أن ECP يحمي الخلايا العصبية الدوبامينية، مما يعزز الأمل في استخدامه كوسيلة للوقاية من المرض.

علق دانيال ترونج، طبيب أعصاب ومدير طبي في معهد ترونج لعلوم الأعصاب، على الدراسة قائلاً: "الإجهاد التأكسدي يلعب دوراً رئيسياً في تدهور الخلايا العصبية في مرض باركنسون "الشلل الرعاش" واستهداف هذا الإجهاد من خلال مضادات الأكسدة، مثل تلك الموجودة في Ecklonia cava، يمكن أن يكون واعداً في تقليل الأضرار وتأخير تقدم المرض".

وأضاف: "ركزت الدراسة على نماذج الفئران والخلايا مما يستدعي مزيداً من البحث للتأكد من إمكانية تطبيق النتائج على البشر، ولا يمكن افتراض أن النتائج الإيجابية على الحيوانات ستترجم بشكل مباشر إلى البشر، وقد يستغرق الأمر وقتاً حتى تؤدي هذه النتائج إلى تغييرات في الممارسات السريرية.

وأوضح أن مرض الشلل الرعاش يؤثر على ملايين الأشخاص عالمياً، حيث يشير البحث إلى أننا أقرب إلى فهم كيفية التعامل مع هذا المرض، مضيفاً أن الأمل يكمن في أن الدراسات المستقبلية التي ستؤكد فعالية Ecklonia cava في البشر، وتساعد على تحسين جودة الحياة وتقليل التكاليف المرتبطة بالمرض.