كيف تؤثر صدمات الطفولة في الصحة الجسدية والنفسية عند البلوغ؟

تؤثر الصدمات التي نتعرض لها في الطفولة على صحتنا العقلية والجسدية طوال حياتنا، حيث تتشكل أجسادنا وعقولنا بشكل عميق بناءً على التجارب التي نمر بها، خاصةً في السنوات الأولى من حياتنا.

وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة كيف تؤثر الصدمات الطفولية على الصحة في مرحلة البلوغ، وفقاً لدراسة أجراها معهد "New Port Institute" المختص بالدراسات الاجتماعية، ونُشرت على موقعه الإلكتروني.

صدمات الطفولةصدمات الطفولة تزيد من خطر الإصابة بحالات الصحة العقلية

تأثير صدمات الطفولة على الصحة العقلية

الصدمات الطفولية لها تأثيرات طويلة الأمد على الصحة العقلية يمكن أن تكون الصدمة بسيطة، مثل حادث أو كارثة طبيعية، أو صدمة معقدة، مثل الإهمال المزمن أو الإيذاء العاطفي، والصدمات المعقدة تؤثر بشكل أعمق لأنها تتسبب في حالة دائمة من القلق والتوتر، مما يغير من كيفية عمل الجهاز العصبي والدماغ.

الأبحاث تشير إلى أن التعرض لصدمات الطفولة يزيد من خطر الإصابة بحالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية الحدية، كما أن الأطفال الذين يعانون من صدمات الطفولة يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطرابات عقلية لاحقاً في الحياة، وأيضاً يمكن أن تجعل ذكريات الصدمات الحالة النفسية أسوأ بمرور الوقت.

تأثير صدمات الطفولة على تقدير الذات

تؤثر الصدمات الطفولية أيضاً على الشعور بالقيمة الذاتية، عندما يتعرض الأطفال للإساءة أو الإهمال قد يتطور لديهم شعور بأنهم غير محبوبين أو غير مستحقين للحب، هذا الشعور بعدم القيمة يمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ، مما يؤثر على قدرتهم على بناء علاقات صحية وثقتهم بأنفسهم، حيث يعتقد الأطفال الذين يعانون من صدمات الطفولة غالباً أنهم ليسوا جيدين بما يكفي، وقد يلومون أنفسهم على طريقة معاملتهم.

صدمات الطفولةصدمات الطفولة تؤثر في بناء علاقات صحية 

تأثير صدمات الطفولة على العلاقات

الصدمات الطفولية تؤثر على قدرة الأفراد على بناء علاقات صحية، فالعلاقة الأولية مع الوالدين أو مقدمي الرعاية تحدد كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين، إذا كانت هذه العلاقة مليئة بالتوتر والخوف فإن ذلك يؤثر على جميع علاقات الفرد المستقبلية، ويجد الأشخاص الذين عانوا من صدمات الطفولة صعوبة في بناء الثقة مع الآخرين ومشاركة مشاعرهم، ما يؤثر سلباً على صحتهم النفسية وعلاقاتهم الاجتماعية.

الآثار الصحية الجسدية لصدمات الطفولة

أظهرت الدراسات أن الصدمات الطفولية تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية الجسدية، تشمل هذه المشاكل الربو، أمراض القلب، السكري، والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل الإدمان وسلوكيات خطرة.

تتسبب الصدمات في إطلاق هرمونات التوتر مثل الكورتيزول بشكل مستمر، ما يؤدي إلى التهابات واضطرابات تؤثر على الجسم والدماغ، حتى الأشخاص الذين يتبعون أنماط حياة صحية في مرحلة البلوغ قد يعانون من مشاكل صحية بسبب تأثير الصدمات الطفولية.

صدمات الطفولة والعقلية والعقل

صدمات الطفولة تغير من حجم مناطق معينة في الدماغ، ما يساهم في مشاكل الصحة العقلية واضطرابات مثل الإدمان، وتشير الدراسات إلى أن التعرض للإساءة والإهمال في الطفولة يزيد من القابلية للإدمان على المواد المخدرة، مثل المورفين، وتفاقم حالات الصحة العقلية.