صحيح أن الحديث عن الصدمات السابقة يمكن أن يقرب الناس من بعضهم، فمشاركة ما مررنا به بصدق والشعور بالقبول والدعم من الشخص الذي نتحدث إليه يمكن أن تكون مشجعة وإيجابية للغاية، وتساعد على تقليل الوصمة حول الحالات النفسية والعلاج، وتحطيم الصور النمطية القديمة وخلق فرص لمزيد من الناس لمشاركة قصصهم.
في السطور التالية تستعرض بوابة صحة علامات تروما الصدمات السابقة وطرق العلاج، نقلاً عن معهد "New port institute".
تروما الصدمات السابقة هي المعنى الأكثر شيوعاً للإفراط في مشاركة الصدمات السابقة في سياق غير مناسب، دون التفكير في كيفية تأثيرها على الشخص الآخر أو كوسيلة لـ التلاعب العاطفي بالمستمع، فالمشاركة المفرطة في الموعد الأول هي مثال كلاسيكي على الإفراط في مشاركة الصدمات، لأن الشخص الآخر لا يمكنه بسهولة الانسحاب من المحادثة.
وغالباً ما يكون الشخص الذي لا يملك فلتراً ويقدم باستمرار معلومات زائدة يمكن أن يكون يكافح مع صدمة غير معالجة، ففي الواقع يمكن أن يكون نقص الحدود حول المشاركة نتيجة لصدمة الطفولة.
الإفراط في مشاركة الآخرين الصدمات السابقة
التحدث بشكل متكرر عن حدث صادم وسيلة للشخص للبحث عن المساعدة، أو آلية للتعامل مع المشاعر التي يستمر في إثارتها لديهم، إضافةً إلى ذلك قد يكون التقليل من أهمية الصدمة بذكرها في المحادثات اليومية وسيلة الشخص لتجزئة أو إبعاد نفسه عن الحدث، أو قد لا يكون لديه منفذ مناسب أو دعم عاطفي للحديث عن مشاعره وتجربته، مثل معالج نفسي، أو صديق مقرب، أو أحد أفراد الأسرة، لذلك ينتهي به الأمر بالإفراط في مشاركة الصدمات مع شخص غير مهتم أو غير مجهز للتعامل معها.
هذا لا يعني أنه يجب تجنب الحديث عن الأمور الصعبة مع الناس، حتى مع الأشخاص الذين لا نعرفهم جيداً بعد، ولكن من المهم ممارسة الوعي الذاتي، وتعلم كيفية قياس ما هو مناسب لمشاركته في أي موقف معين، والنظر في كيفية رد فعل المستمع.
تشمل علامات الإفراط في مشاركة الصدمات ما يلي:
1-تكرار سرد نفس القصة المؤلمة مراراً.
2-مشاركة تفاصيل صادمة وصريحة عن الصدمة.
3-ذكر الصدمات الماضية بشكل متكرر وفي سياقات غير ملائمة.
4-التحدث عن الصدمة مع أشخاص لا يعرفهم جيدًا.
5-عدم الاهتمام بآراء الآخرين أو وجهات نظرهم.
6-اختيار مستمعين يشعرون بأنهم ملزمون بالاستماع.
عدم الاهتمام بحياة الآخرين
7-عدم الاهتمام بحياة الآخرين أو منحهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم.
8-نشر تفاصيل عن تجربة صادمة على وسائل التواصل الاجتماعي.
من الضروري معالجة الصدمات والشفاء من تأثيرات التجارب الصادمة، سواء كانت الصدمة حادة أو مزمنة أو علاقية، ويمكن للرعاية المستندة إلى الصدمات مع متخصص في الصحة النفسية أو في بيئة آمنة وداعمة أن تساعد الشباب في التعامل مع الصدمات والاضطرابات المصاحبة مثل تعاطي المواد، وسلوكيات الأكل غير المنظمة، والإيذاء الذاتي، ويمكن العلاج بالإدماج الحسي وإعادة المعالجة (EMDR) والعلاج السلوكي المعرفي المركّز على الصدمات (TF-CBT) ثبتت فعاليتها في تحقيق تعافي طويل الأمد ومستدام من تأثيرات الصدمات.