مرض الداء البطني المعروف باسم "السيلياك" يحدث نتيجة رد فعل مناعي تجاه الجلوتين الموجود في بعض الأطعمة كالقمح أو الشعير، حيث يسبب الإسهال والتعب وفقدان الوزن ويؤدي إلى تلف بطانة الأمعاء وبالتالي عدم الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية.
وأظهرت دراسات حديثة عن وجود رابط بين مشاكل الصحة العقلية والداء البطني وعدم تحمل الجلوتين؛ لذا ستكشف بوابة "صحة" عن تأثير النظام الخالي من الجلوتين على الداء البطني والصحة العقلية للمرضى.
بعض مرضى الداء البطني يعانون مشاكل في الصحة العقلية
كشفت ديبرا سيلبرج، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، أن حوالي ربع المرضى الذين يترددون على عيادتها وشًخصوا بالداء البطني كانوا يعانون من مشاكل الصحة العقلية قبل التشخيص، حسب موقع "Discover Magazine".
كما قالت إنه لا يوجد سبب واضح لتأثير الداء البطني على الصحة العقلية، رغم وجود فرضيات رائدة عن العلاقة بينهما واحدة منهم تشير إلى أنه عند تحفيز الاستجابة المناعية الذاتية يؤدي الداء البطني لتأثير سلبي على الدماغ.
وأضافت أن الداء البطني يؤدي لإتلاف الجهاز الهضمي، ما يسبب نقص التغذية بسبب عدم حصول الجسم على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن الأساسية وكل ذلك يؤدي لمشكلات في الصحة العقلية.
ويعد ضباب الدماغ من الأعراض الشائعة بين المصابين بالداء البطني وعدم تحمل الجلوتين، حيث يعانون من التعب ومشاكل بالذاكرة قصيرة المدى وقلة التركيز وغيرهم، لكن السبب وراء ما يحدث غير معروف حتى الآن.
النظام الخالي من الجلوتين يحفز مشاكل الصحة العقلية
رغم أن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين يخفف من أعراض الداء البطني لكنه قد يكون محفزاً لمشكلات الصحة العقلية، حيث كشفت ورقة مراجعة لعام 2023 أن القلق الذي يشعر به المريض ناجم عن مشاكل النظام الغذائي، وإدراك المرض، وانعدام السيطرة على المرض بين المصابين بالداء البطني.
وبينما تزداد مشاكل الصحة العقلية لدى بعض مصابي الداء البطني عند اتباع النظام الغذائي الخالي من الجلوتين، فهناك فئة أخرى لاحظوا تحسناً في القلق وفرط النشاط والتهيج وانخفاض الاكتئاب عند اتباع النظام الغذائي؛ ولهذا يتوقع الباحثون تحسن ضباب الدماغ عند التوقف عن تناول الجلوتين.
ونوهت "سيلبيرج" إلى أن مشاكل الدماغ والصحة العقلية تستغرق وقتاً أطول للشفاء، مقارنةً بأعراض الداء البطني التي تتحسن على الفور بعد قطع الجلوتين.