ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط شائع بين مرضى الفشل الكلوي المزمن (CKD) ويُعد من أخطر العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والمضاعفات الوعائية، ورغم استخدام أدوية متعددة يظل التحكم في الضغط تحديًا مستمرًا لهؤلاء المرضى.
أظهرت دراسة جديدة ضمن السجل العالمي "Global SYMPLICITY Registry DEFINE"، الذي شمل أكثر من 3500 مريض حول العالم، أن العلاج بالترددات الراديوية (Radiofrequency Renal Denervation - RDN) يمكن أن يحقق انخفاضًا ملحوظًا ودائمًا في ضغط الدم لدى المصابين بارتفاع ضغط مزمن بما في ذلك من يعانون من الفشل الكلوي المتوسط إلى الشديد.
العلاج بالترددات الراديوية تخفض ضغط الدم
يعتمد هذا العلاج على استخدام موجات راديوية منخفضة التردد لتعطيل النشاط المفرط للأعصاب السمبثاوية في الكلى وهي الأعصاب المسؤولة جزئيًا عن ارتفاع ضغط الدم، حيث يقلل هذا الإجراء من النشاط العصبي الزائد ما يؤدي إلى خفض ضغط الدم بصورة طبيعية دون التأثير السلبي على الكلى.
تُجرى العملية عبر قسطرة دقيقة تُدخل إلى شريان الكلية ويُعد هذا الإجراء غير جراحي نسبيًا ويُنفذ تحت التخدير الموضعي.
في الدراسة المنشورة في "Hypertension Journal"، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات حسب معدل ترشيح الكلى (eGFR):
أظهرت النتائج أن ضغط الدم الانقباضي انخفض بمتوسط 12 إلى 17 ملم زئبق بعد 3 سنوات من العلاج وهو انخفاض يُعد ذا أهمية سريرية كبيرة، كما لم تُسجل أي تدهورات في وظائف الكلى بين المرضى المصابين بالفشل الكلوي، بينما انخفضت الوفيات والمضاعفات الكلوية إلى أقل من 1%.
علاج الكلى
أكدت الدراسة أن العلاج آمن وفعّال حتى لدى مرضى الفشل الكلوي ولم تُلاحظ حالات تضيّق جديدة في شرايين الكلى أو أي مضاعفات وعائية خطيرة، كما لوحظ أن بعض المرضى استطاعوا تقليل جرعات أدوية الضغط بعد مرور 3 سنوات من الإجراء.
توصي الجمعية الأوروبية لارتفاع ضغط الدم (ESH) والجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)، باستخدام العلاج بالترددات الراديوية كخيار إضافي لمرضى الضغط غير المنضبط، ومع ذلك لا يُوصى به بعد للمرضى الذين يقل معدل ترشيح الكلى لديهم عن 40 مل/دقيقة لكل 1.73 م² بسبب محدودية البيانات المتاحة عن هذه الفئة.
يرى الباحثون أن تقليل النشاط العصبي في الكلى يمثل خطوة واعدة لخفض ضغط الدم في مرضى الكلى المزمن خاصة أولئك الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي التقليدي، هذا النهج قد يفتح الباب لعصر جديد من العلاجات الموجّهة التي تحافظ على وظائف الكلى وتقلل من خطر أمراض القلب والجلطات.