حذرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Kidney360 من أن عدداً كبيراً من مرضى الفشل الكلوي المزمن في مراحله المتقدمة يبدأون العلاج بالغسيل الكلوي بشكل غير مثالي، أي خلال فترة حجز بالمستشفى أو باستخدام قسطرة وريدية مركزية، وهو ما يُعرف طبياً ببدء الغسيل الكلوي "دون تخطيط".
أجريت الدراسة بقيادة الدكتورة أمبر مولنار من جامعة ماكماستر في هاميلتون - كندا، وشملت متابعة لحالة 366 مريضاً يعانون من مرض الكلى المزمن المتقدم ويتلقون رعاية منسقة في عيادات متعددة التخصصات.
ثلث المرضى يبدؤون الغسيل بطريقة غير مثالية
أظهرت نتائج الدراسة أن 33% من المرضى بدأوا الغسيل الكلوي بشكل غير مثالي ويمثل ذلك نحو 69% من إجمالي حالات بدء الغسيل الكلوي خلال فترة متابعة وسطية امتدت إلى نحو 1.9 عام، ويُعرّف البدء غير المثالي في هذه الحالة بحدوثه أثناء وجود المريض في المستشفى أو استخدام القسطرة الوريدية المركزية لا سيما في المرضى دون سن الخامسة والسبعين.
توصل الباحثون إلى أن انخفاض مستوى الهيموجلوبين كان مرتبطاً بزيادة احتمالية البدء غير المثالي في الغسيل الكلوي حيث بلغ متوسط الهيموجلوبين لدى هذه المجموعة 10.7 غ/د، في المقابل كلما زاد مستوى الهيموجلوبين قل احتمال اللجوء إلى هذا النوع غير المخطط من العلاج (نسبة الخطر المعدلة: 0.96).
كما رُصدت علاقة طردية بين زيادة معدل الإصابة بالأمراض المصاحبة وعدد زيارات طبيب الكلى خلال الأشهر الستة الأخيرة وبين ارتفاع خطر البدء غير المثالي (نسبة الخطر المعدلة: 1.17 و1.70 على التوالي).
وعلى عكس التوقعات لم تُظهر الدراسة أي علاقة ذات دلالة إحصائية بين المعرفة الصحية العامة أو مدى إدراك المرضى لمرض الكلى أو حتى تلقي لقاح الإنفلونزا وبين احتمالات البدء غير المثالي لغسيل الكلى.
مفاجآت حول عوامل المعرفة الصحية
في ضوء هذه النتائج، كتب مؤلفو الدراسة: "لم نجد عوامل خطر مرتبطة بالمريض يمكن تعديلها بسهولة للتقليل من خطر البدء غير المثالي للعلاج بالغسيل الكلوي"، وأوصوا بالتركيز على تطوير أدوات تنبؤية أكثر دقة لخطر الإصابة بالفشل الكلوي تُستخدم مع مرضى المرحلة المتقدمة مع وضع جدول زمني واقعي لمرحلة الاستعداد للعلاج التعويضي للكلى يتراوح عادة بين 6 إلى 12 شهراً وبدء هذا التحضير مبكراً لدى المرضى الأكثر عرضة للخطر.