هل العلاج بالضوء الأحمر آمن للأورام والمشكلات الجلدية؟

العلاج بالضوء الأحمر، أو ما يُعرف علميًا باسم Photobiomodulation، هو استخدام أطوال موجية محددة من الضوء لتحفيز التغيرات البيولوجية داخل الجسم، وقد انتشر هذا النوع من العلاج خلال السنوات الأخيرة في العيادات ومراكز التجميل وحتى في الأجهزة المنزلية لما يُقال عن فوائده المتعددة في تحسين نضارة البشرة وتحفيز نمو الشعر وتقليل الالتهابات.

لكن التساؤلات لا تزال قائمة: إلى أي مدى تدعم الأبحاث هذه الادعاءات؟ وهل يمكن استخدام الضوء الأحمر بأمان على الجلد؟

فالية الضوء الأحمر  في تقليل التجاعيد الدقيقةفالية الضوء الأحمر في تقليل التجاعيد الدقيقة

الضوء الأحمر من علاج للأورام إلى التجميل

قبل أن يصبح الضوء الأحمر جزءًا من روتين العناية بالبشرة كان يُستخدم طبيًا في علاج بعض أنواع أورام الجلد في مراحلها المبكرة كما أوضحت الدكتورة نور كِبّي، منكلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية، إذ كان يُستخدم الضوء الأحمر مع أدوية موضعية في تقنية تُعرف باسم العلاج الضوئي الديناميكي (Photodynamic Therapy) لقتل الخلايا الخبيثة مما يسمح لاحقًا بتجدد خلايا الجلد السليمة.

ومع مرور الوقت، بدأ الأطباء يكتشفون أن هذه التقنية يمكن أن تُحفّز تجديد الخلايا وتُستخدم لأغراض جمالية أخرى مثل تحسين ملمس البشرة وتعزيز نمو الشعر.

تقنية التجميل بالضوء الأحمرالضوء الأحمر وفوائدة في نمو الشعر

الضوء الأحمر لنمو الشعر وتحفيز الكولاجين

تقول الدكتورة زاكِيَة رحمن، أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة ستانفورد ، إن الضوء الأحمر يحفّز توسّع الأوعية الدموية الصغيرة في فروة الرأس مما يسمح بوصول مزيد من الأكسجين والمغذيات إلى بصيلات الشعر، موضحة أن الاستخدام المنتظم لهذه التقنية على مدى عدة أشهر يمكن أن يؤدي إلى إعادة نمو الشعر الخفيف إلا أن التوقف عن الجلسات يؤدي عادةً إلى زوال التأثير.

وتُشير أبحاث نُشرت في "PubMed" إلى أن هذه الآلية نفسها، أي توسّع الأوعية الدموية، قد تكون وراء فعالية الضوء الأحمر في تحسين مرونة الجلد وتقليل التجاعيد الدقيقة إذ تساعد الأشعة على تحفيز إنتاج البروتينات المسؤولة عن الكولاجين مما يمنح البشرة مظهرًا أكثر امتلاءً ونضارة.

استخدامات إضافية وأبحاث متباينة

تُجري حاليًا أبحاث حول دور الضوء الأحمر في تسريع التئام الجروح وتقليل الندبات لكن النتائج ما زالت متباينة، ففي دراسة من جامعة كاليفورنيا، إيرفين أُجريت على مرضى خضعوا لجراحة شد الجفن لوحظ تحسّن طفيف في التئام الجروح لدى من تلقوا جلسات بالضوء الأحمر لكن الفروق لم تكن كبيرة بعد مرور أسابيع، وتشير هذه النتائج إلى وجود فائدة محتملة خلال المراحل الأولى من الشفاء لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيدها.

أما في مجالات أخرى مثل تحسين الأداء الرياضي أو جودة النوم فلا توجد حتى الآن أدلة علمية كافية تثبت فعالية العلاج بالضوء الأحمر رغم انتشاره في بعض المراكز الرياضية والعلاجية.

الأجهزة المنزلية بين الفعالية والسلامة

توضح د. زاكِيَة، أن الأجهزة المنزلية التي تُباع عبر الإنترنت قد تكون أقل قوة من تلك المستخدمة في العيادات الطبية ما يجعل نتائجها أبطأ وأقل وضوحًا، كما تؤكد أن الأشخاص الذين فقدوا بصيلات الشعر تمامًا لن يستفيدوا غالبًا من هذه التقنية لأنها لا تستطيع تحفيز نمو الشعر من جُريبات ميتة.

ورغم ذلك تُعتبر مخاطر العلاج بالضوء الأحمر منخفضة نسبيًا طالما يُستخدم بطريقة صحيحة وتُراجع الأجهزة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أساسًا من ناحية الأمان لا من حيث الفعالية.

وتختتم د. زاكِيَة، بالتأكيد على أن هناك دلائل علمية حقيقية تُظهر أن الضوء الأحمر قادر على إحداث تغييرات بيولوجية داخل الخلايا، لكنها تضيف أن هذا لا يعني أنه علاج شامل لكل المشكلات الجمالية أو الصحية.