تلاحظ العديد من النساء تغيرات ملحوظة في نمو الشعر خلال فترة الحمل إذ قد يقل نمو الشعر في بعض مناطق الجسم مثل الساقين والذراعين، في حين يبدو شعر الرأس أكثر كثافة ولمعانًا، وفي المقابل قد تظهر لدى بعض النساء شعيرات زائدة في أماكن غير معتادة كالبطن أو الوجه، وتوضح دراسات منشورة في What to Expect أن هذه التغيرات تختلف من امرأة إلى أخرى وتعكس التأثيرات المتباينة للهرمونات على الجسم أثناء الحمل.
توضح الطبيبة النسائية شيري روس من كاليفورنيا، أن التغيرات في نمط نمو الشعر وكثافته ومكان ظهوره أمر شائع خلال الحمل ويعود السبب الرئيسي إلى التغيرات الهرمونية، إذ يرتفع مستوى الإستروجين بينما ينخفض مستوى مجموعة من الهرمونات تُعرف باسم الأندروجينات (وأبرزها التستوستيرون).
وتشرح طبيبة الجلدية هادلي كينغ، من كلية طب وايل التابعة لجامعة كورنيل، أن ارتفاع الإستروجين يطيل مرحلة النمو في دورة حياة الشعر ما يجعل شعر الرأس يبدو أكثر كثافة ولمعانًا، أما شعر الساقين فيتأثر بانخفاض نشاط الأندروجينات وهو ما يؤدي إلى بطء نموه وبالتالي الحاجة إلى إزالة الشعر بوتيرة أقل.
لكن ليس للهرمونات وحدها الدور الكامل؛ فهناك عوامل أخرى تسهم في بطء نمو الشعر مثل الوراثة ونقص بعض العناصر الغذائية واضطرابات الغدة الدرقية أو بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم؛ لذا في حال الشك بوجود أحد هذه الأسباب يُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة.
أدوية تُبطيء نمو الشعر أثناء الحمل
قد يؤدي الحمل لدى بعض النساء إلى نتائج معاكسة إذ يمكن أن تظهر شعيرات جديدة في مناطق مثل البطن أو الصدر أو الوجه، إذ إن تقلبات التستوستيرون حتى وإن كان مستواه العام منخفضًا أثناء الحمل قد تتسبب أحيانًا في زيادة نمو الشعر في هذه المناطق.
أما ارتفاع الإستروجين فيُبقي الشعر في مرحلة النمو لفترة أطول ما يجعل الخصلات تبدو أكثر كثافة قبل أن تبدأ في التساقط لاحقًا.
الحمل يؤثر في نمو شعر الجسم
بعد الولادة تبدأ الهرمونات بالعودة تدريجيًا إلى مستوياتها الطبيعية، حيث إن بصيلات الشعر تمر بما يشبه "إعادة ضبط" لدورة حياتها فيعود نمو الشعر إلى طبيعته خلال الأشهر التالية.
ويشير الخبراء أن نمو شعر الساقين يعود لطبيعته في غضون 6 أشهر تقريبًا بعد الولادة، كما يتراجع الشعر الزائد في مناطق أخرى كالوجه أو البطن، أما شعر الرأس فيمر أحيانًا بمرحلة تساقط مؤقتة تُعرف باسم "تساقط ما بعد الولادة" تبدأ عادة بعد شهرين إلى أربعة أشهر من الولادة وقد تستمر حتى عام لكنها حالة مؤقتة وسرعان ما يعود الشعر إلى كثافته السابقة.