يُعرَّف القلق بأنه حالة نفسية تتميّز بالانشغال المفرط والخوف المستمر من المجهول ولا يقتصر تأثيره على الحالة الذهنية فقط بل يمتد ليشمل الجسد أيضًا فيظهر من خلال تغيّرات في الوزن والتعب المستمر والأرق وشدّ العضلات، ويمكن للقلق أن يؤدي إلى فقدان الوزن أو زيادته تبعًا لآلية استجابة الجسم له وفقًا لموقع "Healthline".
القلق المزمن يؤثر على الوزن من خلال عوامل بيولوجية وسلوكية، ففي دراسة على الفئران وُجد أن الفئران الأكثر قلقًا كانت أقل وزنًا من غيرها بغض النظر عن النظام الغذائي بسبب فرط نشاط الجهاز العصبي وتغيّر طريقة تخزين الدهون في الجسم، كما أوضحت أبحاث أن القلق يزيد من مستوى الحركة الجسدية ما يساهم في فقدان الوزن بشكل غير مباشر.
وعلى المستوى السلوكي، يميل الأشخاص القلقون إلى الكمالية ما يدفعهم إلى تقييد تناول الطعام أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، وتؤكد تقارير من موقع " Verywell Mind" أن هذه السلوكيات قد تتطور أحيانًا إلى اضطرابات في الأكل، كما قد يؤدي القلق المرتبط بصورة الجسد أو الخوف من السمنة إلى اتباع أنماط غذائية صارمة وغير صحية.
الأكل العاطفي
في المقابل يعاني بعض الأشخاص من زيادة الوزن عند الإصابة بالقلق، فقد أظهرت أبحاث نُشرت في Harvard Health أن التوتر المستمر قد يدفع البعض إلى تناول أطعمة عالية السعرات أو غنية بالدهون والسكريات كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية وهو ما يُعرف بـ"الأكل العاطفي"، كما أن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات القلق قد تُسبب زيادة في الوزن كأحد آثارها الجانبية.
ويُشير الخبراء إلى أن القلق المزمن يضعف الثقة بالنفس ويؤثر على القدرة على الالتزام بخطط إنقاص الوزن، وبيولوجيًا يؤدي الضغط النفسي المستمر إلى اضطراب الهرمونات المسؤولة عن الشهية وتنظيم الدهون ما يجعل من الصعب الحفاظ على الوزن أو فقدانه بطريقة صحية.
إدارة الوزن أثناء القلق بالرياضة والتغذية الصحية
يرى المختصون أن التعامل مع القلق يتطلب الجمع بين العناية بالصحة النفسية والبدنية، وتشمل الخطوات الموصى بها تناول وجبات متوازنة ومغذية وممارسة نشاط بدني منتظم والحصول على قسط كافٍ من النوم لا يقل عن 7 ساعات يوميًا، كما يُعدّ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر الأساليب فعالية في السيطرة على القلق.
ويُنصح بتجنّب التدخين وممارسة تمارين التنفس أو التأمل واللجوء إلى الهوايات والأنشطة الاجتماعية التي تخفف من حدة التوتر، وفي حال استمرار القلق لفترة تتجاوز 6 أشهر أو تأثيره في الحياة اليومية يُستحسن استشارة أخصائي نفسي لتلقي العلاج المناسب.