يخفف القلق الاجتماعي.. دور التستوستيرون في تحسين التواصل البصري

توصل فريق من الباحثين في جامعة Radboud University الهولندية إلى أن هرمون التستوستيرون قد يلعب دوراً مهماً في تخفيف أعراض القلق الاجتماعي، خاصةً فيما يتعلق بتجنّب التواصل البصري مع الآخرين.

وأظهرت نتائجهم أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) لديهم مستويات أقل من التستوستيرون مقارنةً بالأشخاص الأصحاء وأن جرعة واحدة من الهرمون قد تقلل من سلوكيات التجنّب لديهم.

اضطراب القلق الاجتماعي: أكثر من مجرد خجل

يُعد اضطراب القلق الاجتماعي أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً وغالباً ما يُساء فهمه على أنه مجرد "خجل مفرط"، إلا أن المصابين به يواجهون صعوبة حقيقية في المواقف الاجتماعية مثل حضور الحفلات أو التحدث أمام الآخرين أو حتى التعارف، وتؤدي هذه الصعوبة إلى عزلة قد تؤثر في جودة الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية.

القلق الاجتماعياضطراب القلق الاجتماعي أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً 

تجربة علمية دقيقة

شملت الدراسة 38 امرأة نصفهن يعانين من اضطراب القلق الاجتماعي بينما النصف الآخر لا يعاني من أي مشكلات نفسية، وجرى تقسيم المشاركات في تجربة مزدوجة التعمية، حيث تلقت المجموعة التجريبية جرعة من التستوستيرون في أحد الأيام ودواءً وهمياً في يوم آخر.

وخلال التجربة، استخدم الباحثون تقنيات لتتبع حركة العين أثناء عرض صور لأوجه تحمل تعبيرات مختلفة: سعيدة وغاضبة أو محايدة، وأظهرت النتائج أن المشاركات اللواتي تلقين التستوستيرون تجنّبن التواصل البصري بدرجة أقل مقارنة بأيام تناول الدواء الوهمي.

التستوستيرون ليس علاجاً سحرياً

توضح الباحثة دوريين إينتر، عالمة السغيريات السلوكية بجامعة رادبود الهولندية، أن التستوستيرون له تأثير مثبّط للقلق ويساعد على تسهيل التفاعل الاجتماعي، لكنها شددت على أن الهرمون لا يُعد علاجاً مباشراً لاضطراب القلق الاجتماعي، ولا يمكن أن يحلّ محل الأدوية أو العلاجات النفسية المعتمدة.

وأضافت أن تناول التستوستيرون بانتظام قد يكون ضاراً في حال عدم الحاجة الطبية إليه، مشيرةً إلى أنه يمكن استخدامه فقط في بيئات علاجية محددة مثل العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy) وهي طريقة تُستخدم لمساعدة المرضى على مواجهة المواقف التي يخشونها تدريجيًا.

كيف يؤثر التستوستيرون على مستويات الكوليسترول لدى الرجال؟التستوستيرون ليس علاجاً سحرياً

مستويات طبيعية لا أكثر

أكد الباحثون أن نتائج الدراسة لا تعني بالضرورة أن الرجال الذين يمتلكون مستويات أعلى من التستوستيرون بطبيعتهم أقل عرضة للقلق الاجتماعي من النساء، بل يشيرون إلى أن المهم هو التوازن بين مستويات الهرمون الطبيعية لكل جنس وليس الكمية المطلقة في الجسم.