تحتوي العطور غالبًا على خليط من المركّبات الكيميائية مثل الفثالات والألدهيدات والبارابين والمركّبات العطرية المتطايرة والتي تُستخدم كمواد مثبتة أو لإضفاء الرائحة، هذه المركّبات قد تُسبّب تهيج الجلد أو حساسية تلامسية عند استخدام منتجات عطر تُركت على الجلد.
ويرجع ذلك لأن الرقبة غالبًا ما تكون منطقة ذات بشرة رقيقة ومُعرّضة للتلامس المستمر مع الملابس أو التعرض لأشعة الشمس ما يجعلها أكثر حساسية لردود الفعل الجلدية من تطبيق العطر عليها مباشرة، كما يؤدي الاستخدام المتكرر للعطر في تلك المنطقة إلى احتمال أكبر لحدوث التهاب الجلد التماسي أو الحساسية العطرية.
أعراض تهيج الجلد
بعيدًا عن التهيج الموضعي هناك مخاوف علمية من أن بعض مكونات العطر قد تؤثر على الصحة بطرق أوسع لا سيما إذا تم امتصاصها عبر الجلد، حيث ربطت أبحاث حديثة بعض العطور بمشاكل الغدد الصماء بسبب تشابه بعض المركبات العطرية مع الهرمونات الطبيعية مما قد يُعدّ من مسببات الاضطرابات الهرمونية في بعض الحالات.
كما أن بعض المركّبات المتطايرة (VOCs) الموجودة في العطور يمكن أن تُهيّج الجهاز التنفسي أو تؤدي إلى صداع أو تهيّج عند الحلمة أو تسبب ضيق للأشخاص الذين لديهم حساسية تنفسية.
وهناك حوادث نادرة لما يُعرف بـ"تسمم العطر" بعد ابتلاع كمية كبيرة لكن هذا غالبًا لا يحدث من رشّ بسيط على الجلد بحسب ما ذكره موقع "Healthline".
البشرة رقيقة
جلد الرقبة أرق من أجزاء الجسم الأخرى مما يسهّل امتصاص المركّبات المهيّجة أو المؤكسدة.
التعرّض لأشعة الشمس
بعد رش العطر على الرقبة قد تتعرض تلك المنطقة للشمس وتحدث تفاعلات ضوئية خصوصًا إذا احتوى العطر على مكوّنات مثل زيت البرغموت الذي يُعرف بأنه قد يؤدي إلى التهاب جلدي عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
الاحتكاك والملابس
الرقبة تتلامس مع القمصان أو الأوشحة مما قد يزيد من امتصاص المهيّجات أو يفاقم التهيج الجلدي الناتج عن الاحتكاك.
لتقليل المخاطر المرتبطة برش العطر على الجلد يمكن اختيار مواقع أقل حساسية أو غير مباشرة:
1-الملابس الخارجية: بهذه الطريقة لا يُلامس العطر الجلد مباشرة ما يقلّل من احتمالية التهيج أو الامتصاص الجلدي.
2-الشعر أو داخل المعصم: فالشعر يساعد على تبخير العطر تدريجيًا دون ملامسة كبيرة للبشرة.
3-نقاط النبض الأقل حساسية: مثل خلف الأذن أو تحت الذراع لكن مع اختبار مسبق للتأكد من عدم وجود رد فعل.
4-رش العطر في الهواء من بعيد ثم المرور من خلال الرذاذ: بهذه الطريقة تُقلل كمية العطر التي تلامس الجلد مباشرة.
5-استخدام عطور خفيفة وخالية من المهيّجات: يجب اختيار تركيبات عطرية تحتوي على مكوّنات أقل إثارة للحساسية مع تجنّب الفثالات والبارابين إن أمكن والتأكد من اختبار الحساسية على جزء صغير من الجلد قبل الاستخدام الكامل.
رش العطر بأمان
باختيار مواقع أقل حساسية وتطبيق احتياطات بسيطة يمكن التمتع بالرائحة دون تعريض الجلد لخطر التهيج أو التأثيرات الكيميائية المحتملة.