يُعد البروتين من أهم العناصر الغذائية التي يعتمد عليها الجسم في وظائفه الحيوية مثل بناء العضلات وتجديد الأنسجة وتنظيم الإشارات بين الخلايا، وتزداد أهميته خلال فترة الحمل إذ تحتاج الأم وطفلها إلى كميات كافية منه لدعم النمو والتغيرات التي تطرأ على الجسم.
فالبروتين يمد الجسم بالطاقة ويسهم في تكوين أنسجة المخ والعضلات والدم كما يساعد في تكوين الهرمونات والخلايا الجديدة، ومن ثم فإن حصول الحامل على كفايتها اليومية من البروتين يضمن نموًا صحيًا للجنين ويقلل من خطر المضاعفات مثل بطء النمو أو الولادة المبكرة.
توصي الدراسات بأن تحصل معظم النساء الحوامل على ما لا يقل عن 60 غرامًا من البروتين يوميًا ويمكن تلبية هذه الكمية بسهولة عبر نظام غذائي متوازن ومكملات الفيتامينات المخصّصة للحمل بحسب "What To Expect".
وتختلف الحاجة الدقيقة من امرأة لأخرى حسب الوزن ومستوى النشاط البدني ومرحلة الحمل، على سبيل المثال إذا كان وزن المرأة قبل الحمل نحو 68 كيلو جرام فإن احتياجها اليومي من البروتين يُقدّر بحوالي 75 غرامًا.
ويُنصح بتجنب الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات أو الغنية بالبروتين فقط مثل حميات Keto أو Paleo لأنها قد تحرم الجسم من عناصر مهمة موجودة في الحبوب والفواكه والخضراوات.
هل مسحوق البروتين آمن أثناء الحمل؟
يلجأ بعض النساء إلى مكملات البروتين لزيادة المدخول اليومي لكن الأطباء يحذرون من الإفراط فيها، فمساحيق البروتين غالبًا ما تحتوي على كميات مركّزة جدًا وقد يؤدي تناولها المفرط إلى آثار سلبية على الحمل.
وتشير الأبحاث إلى أن تناول البروتين بكثرة مفرطة قد يضر بصحة الأم والجنين، كما أن هذه المكملات غير خاضعة لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مما يجعل مكوناتها غير مضمونة تمامًا.
وقد تحتوي بعض الأنواع على آثار من المعادن الثقيلة أو الكافيين أو أعشاب وهي مواد لا يُنصح بتناولها أثناء الحمل، لذلك يبقى الخيار الأفضل هو الحصول على البروتين من مصادر غذائية طبيعية بعد استشارة الطبيب.
من السهل تحقيق احتياجات الجسم من البروتين من خلال الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر المغذية، فهي لا توفر البروتين فحسب بل تمنح الجسم أيضًا الحديد والفيتامينات المهمة مثل A وD، ومن أبرز هذه الأطعمة:
صدور الدجاج: تحتوي على نحو 26 جرامًا من البروتين لكل 85 غرامًا مطهوة وهي مصدر ممتاز دون دهون زائدة.
البيض: بيضتان توفران 12 جرامًا من البروتين بالإضافة إلى فيتامين D والكولين الذي يدعم نمو دماغ الجنين.
الزبادي اليوناني: كوب واحد يحتوي على 17 جرامًا من البروتين إلى جانب الكالسيوم وفيتامين B12.
اللحم البقري الخالي من الدهن: يوفر 22 جرامًا من البروتين في كل 85 جرامًا مطهو وهو غني بالحديد الذي يساهم في نقل الأكسجين للأم والجنين.
السلمون: يمنح 22 جرامًا من البروتين ويُعد مصدرًا ممتازًا لأحماض أوميغا-3 المفيدة لنمو دماغ الطفل وجهازه المناعي.
البقوليات: مثل العدس والفاصوليا بأنواعها، إذ تحتوي الكوب المطهو منها على 15 إلى 30 جرامًا من البروتين وتُعد خيارًا مثاليًا للنباتيات.
المكسرات والبذور: مثل اللوز والفستق والجوز وبذور القرع وعباد الشمس وتحتوي الحصة الواحدة (28 جرامًا) على 4 إلى 9 غرامات من البروتين إضافة إلى الدهون الصحية.
تشير الأبحاث إلى أن تناول كمية معتدلة من البروتين يحقق أفضل النتائج الصحية للأم والجنين معًا، والخبر الجيد أن الوصول إلى هذه الكمية ليس بالأمر الصعب فمجرد إدخال مصادر طبيعية مثل اللحوم والبيض والبقوليات والمكسرات في الوجبات اليومية يكفي لتلبية الحاجة الغذائية.