دراسة تطمئن الرجال: ضعف الانتصاب بعد خزعة البروستاتا نادر ومؤقت

تُعتبر خزعة البروستاتا من الإجراءات الطبية المهمة للكشف عن الأورام لكنها تثير قلق العديد من الرجال بسبب المخاوف المتعلقة بالآثار الجانبية خصوصاً ضعف الانتصاب، غير أن مراجعة علمية واسعة النطاق نُشرت مؤخراً تقدم خبراً مطمئناً إذ تؤكد أن احتمالية فقدان القدرة الجنسية بعد الخزعة ضئيلة وغالباً ما تكون مؤقتة.

مراجعة علمية واسعة النطاق

أجرى باحثون من كلية كينغز في لندن مراجعة شاملة تضمنت أكثر من 6 آلاف دراسة حول العلاقة بين خزعة البروستاتا والوظيفة الجنسية، وبعد التدقيق تم اختيار 54 دراسة فقط من بين هذه الأبحاث لاحتوائها على بيانات دقيقة وموثوقة.

%50 من مرضى أورام البروستاتا يفضلون المراقبة النشطة عن العلاج التقليديمراجعة علمية واسعة النطاق

اعتمدت هذه الدراسات على استبيان دولي يُعرف بـ International Index of Erectile Function (IIEF-5) والذي يقيس قدرة الرجل على تحقيق الانتصاب والاستمتاع بالنشاط الجنسي، أعلى الدرجات (22 إلى 25) تشير إلى غياب ضعف الانتصاب بينما تعكس الدرجات المنخفضة مستويات متفاوتة من الضعف الجنسي.

النتائج: انخفاض مؤقت في الوظيفة الجنسية

أظهرت المراجعة أن درجات IIEF-5 انخفضت بمعدل 4.6 نقاط بعد شهر واحد من إجراء الخزعة، ما يشير إلى بعض التراجع في القدرة الجنسية لدى عدد من الرجال، لكن المفاجأة كانت أن ثماني دراسات ضمن التحليل لم تجد أي فرق ملحوظ في الوظيفة الجنسية قبل وبعد الخزعة.

الأكثر طمأنة أن التحسن كان واضحاً بمرور الوقت إذ أظهرت القياسات بعد ثلاثة أشهر وستة أشهر أن الفارق في النتائج أصبح أقل من نقطة واحدة مقارنة بما قبل الإجراء، ما يعكس تعافي معظم المرضى بشكل كامل تقريبًا.

لماذا قد يحدث ضعف الانتصاب بعد الخزعة؟

لا يزال السبب الدقيق وراء هذا العرض الجانبي غير مؤكد لكن الباحثين يشيرون إلى عدة احتمالات:

احتمال إصابة الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب أثناء إدخال إبرة الخزعة.

التوتر النفسي الناتج عن القلق من تشخيص محتمل للأورام.

تأثير التخدير أو تكرار الخزعات على مدى زمني طويل.

وتوضح الدراسة أن التأثير النفسي قد يلعب دوراً مهماً بقدر العوامل الجسدية.

نصائح لحماية نفسك من عودة أورام البروستاتالماذا قد يحدث ضعف الانتصاب بعد الخزعة؟

أنواع الخزعات ودور العوامل التقنية

تختلف طرق إجراء الخزعة فالغالبية يخضعون للخزعة عبر المستقيم باستخدام إبرة دقيقة بينما يُجرى للبعض الآخر ما يُعرف بالخزعة عبر العجان حيث تُدخل الإبرة من خلال الجلد بين كيس الصفن والشرج، كما قد يختلف عدد العينات المأخوذة من البروستاتا من مريض لآخر.

لكن التحليل لم يتمكن من تقديم نتائج حاسمة حول تأثير هذه العوامل التقنية على احتمالية حدوث ضعف الانتصاب؛ لتباين البيانات بين الدراسات، ولهذا شدد الباحثون على أهمية إجراء تجارب سريرية مستقبلية تقيس درجات IIEF-5 بدقة على المدى الطويل.

رأي الخبراء

يؤكد الدكتور مارك غارنيك، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، والمحرر في Harvard Medical School Annual Report on Prostate Diseases، أن هذه النتائج تقدم طمأنينة كبيرة للرجال، حيث إن أي ضعف جنسي يظهر بعد الخزعة غالباً ما يكون عابراً.

وأضاف أن بعض الدراسات الصغيرة أشارت إلى احتمال ارتفاع المخاطر مع تكرار الخزعات إلا أن الممارسات الطبية الحديثة بدأت تقلل من عددها من خلال الاعتماد على فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) كبديل خاصةً لدى الرجال الخاضعين للمتابعة الدقيقة لمراقبة تطور الأورام.