أحدثت أدوية "GLP-1" مثل أوزمبيك (Ozempic) وويجوفي (Wegovy) ثورة في إدارة سكر الدم وإنقاص الوزن، لكنها ما زالت تواجه عائقاً كبيراً: الحاجة إلى الحقن الذاتي المنتظم، ما يجعلها غير مفضلة لدى كثير من المرضى، إلى جانب ذلك فإن تكلفتها المرتفعة تمثل عبئاً إضافياً بسبب متطلبات التخزين الخاصة وأقلام الحقن الآلي، لهذا يتساءل كثيرون: هل اقتربنا من إنتاج حبوب "GLP-1" تؤدي نفس الفعالية دون الحاجة للحقن؟
مزايا الحبوب على الحقن
يؤكد الدكتور كريستوف بوتنر، رئيس قسم الغدد الصماء بجامعة روتجرز روبرت وود جونسون للطب، أن العديد من المرضى يفضلون الأقراص على الحقن.
وتوضح كريستي غالاغر من معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، أن الحبوب أسهل في التصنيع والتخزين ولا تحتاج إلى تبريد مما يسهل توفيرها للمرضى بشكل أوسع.
وترى "غالاغر" أن الحبوب يمكن أن تستخدم كخيار تمهيدي للعلاج أو كدواء للمحافظة على الوزن بعد تحقيق النتائج المرجوة، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن الحبوب الحالية لا تحقق نفس الفعالية في فقدان الوزن مثل الحقن.
في عام 2019 اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أول دواء فموي من فئة GLP-1، وهو Rybelsus، الذي يُستخدم لضبط سكر الدم لدى مرضى السكري وليس لإنقاص الوزن تحديداً.
ورغم أن بعض المرضى لاحظوا فقداناً بسيطاً في الوزن بمتوسط 8 أرطال خلال 6 أشهر إلا أن هذه النسبة تظل أقل بكثير من نتائج الحقن مثل أوزمبيك وويجوفي، اللذين يحققان فقداناً بين 10% و17% من إجمالي وزن الجسم.
ويضيف الدكتور كايس رونا، من مركز ميموريال كير لجراحة إنقاص الوزن، إن أدوية أخرى مثل Contrave وQsymia وOrlistat - رغم اختلاف آلياتها- تحقق نتائج أقل تتراوح بين 5% و10% من فقدان الوزن وغالباً ما تحد آثارها الجانبية من استمرار المرضى عليها.
أدوية فقدان الوزن
الاهتمام العلمي يتجه الآن نحو أدوية جديدة أبرزها Orforglipron من شركة Eli Lilly، وهي نفس الشركة المنتجة لـ«Mounjaro» و«Zepbound»، أظهرت نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية أن الدواء ساعد المشاركين على خفض أوزانهم بمعدل 12.4% (نحو 12 كجم) مقارنة بـ0.9% فقط لدى من تناولوا دواءً وهميًا.
كما تعمل شركات أخرى مثل Viking Therapeutics وTerns Pharmaceuticals وStructure Therapeutics على تطوير حبوب مماثلة، بينما أوقفت شركة Pfizer تجاربها على دواء Danuglipron بعد ارتباطه بمشكلات في الكبد.
"Orforglipron" هو المرشح الأقرب للطرح التجاري وقد يصل إلى الأسواق خلال أواخر عام 2025 إذا سارت الأمور كما هو مخطط.