العقم الثانوي: عندما يصبح حلم الطفل الثاني كابوسا

يُعدّ العقم الثانوي، أي صعوبة الحمل بعد إنجاب طفل واحد أو أكثر، تجربة مؤلمة وصامتة يعاني منها العديد من الأزواج حول العالم، فبينما يبدو من الخارج أن العائلة مكتملة يعيش الوالدان داخلياً شعوراً بالوحدة والحزن خصوصاً حين يحيط بهما أصدقاء وأقارب لديهم أطفال صغار فيتضاعف الإحساس بالعجز والانعزال.

ما هو العقم الثانوي؟

وفقًا لتقرير نُشر في مجلة Harvard Health، يُعرَّف العقم الثانوي بأنه عدم القدرة على الحمل مرة أخرى بعد ولادة سابقة ناجحة قد يعاني البعض من هذه المشكلة بعد إنجاب طفل بسهولة، بينما يواجه آخرون عودةً لمشاعر القلق واليأس التي صاحبت تجربة العقم الأولى.

دليل شامل للتعامل مع العقم عند الرجالما هو العقم الثانوي؟

البداية الصحيحة: اطلب المساعدة الطبية مبكراً

ينصح الخبراء بضرورة اللجوء إلى الطبيب المختص في وقت مبكر وعدم الانتظار طويلًا خاصة إذا تجاوزت الأم سنّ الخامسة والثلاثين؛ فالتشخيص المبكر يساعد على تحديد الأسباب المحتملة مثل اضطرابات الهرمونات أو ضعف الإباضة أو مشاكل لدى الزوج، كما يُستحسن استشارة أكثر من طبيب للحصول على رؤية شاملة وخطة علاجية دقيقة.

لا تُحمّل نفسك اللوم

من أكثر الأخطاء شيوعاً بين الأزواج الذين يواجهون العقم الثانوي هو الوقوع في فخّ تأنيب الذات، فقد تشعر الأم بأنها أخطأت لأنها انتظرت طويلاً قبل محاولة الحمل الثاني أو لأن إنجاب الطفل الأول جاء بسهولة فتعتقد أنها فقدت "الفرصة المثالية".

ويؤكد خبراء Harvard Health أن العقم لا يرتبط بالذنب أو العقاب بل هو حالة طبية تحتاج إلى دعم نفسي قبل أي شيء آخر.

السيطرة على الحوار الاجتماعي

تواجه الأسر التي لديها طفل واحد أسئلة متكررة من المحيطين مثل: "هل هذا طفلك الوحيد؟" أو "متى سنسمع خبر الحمل؟"، لذا ينصح الأطباء بالاستعداد لإجابات مختصرة وواضحة مثل: "نأمل أن نوسع عائلتنا قريباً لكن الأمر ليس سهلاً"، هذه الطريقة تمنحك تحكمًا في الموقف وتخفف من وطأة الأسئلة المؤلمة.

اختبارات ضرورية لعلاج العقمالسيطرة على الحوار الاجتماعي

لا تجعل العمر عائقاً

من الطبيعي أن يفكر الأزواج في فارق العمر بين أطفالهم لكن الخبراء يؤكدون أن العلاقات الأخوية لا تحددها المسافة الزمنية فهناك إخوة يفصل بينهم عشر سنوات أو أكثر تربطهم علاقة قوية في حين أن إخوة متقاربين في العمر قد يختلفون باستمرار، لذلك يُنصح بعدم الهوس بمسألة "الوقت المثالي" وبدلاً من ذلك التركيز على الخيارات الطبية المتاحة دون تأخير.

تذكّر أن تستمتع بما لديك

رغم صعوبة التجربة تؤكد الدراسات أن تخصيص وقت كافٍ للاستمتاع بالطفل الموجود بالفعل يساعد الأهل على تجاوز مشاعر القلق، فالحياة اليومية مع طفل واحد تمنح فرصة للتقارب والتفاعل بشكل أعمق وهي تجربة قد يفتقدها كثيرون في زحمة الحياة مع أكثر من طفل.