دراسة مطمئنة: المسكنات الأفيونية خلال الحمل لا تزيد خطر التوحد

أثارت المسكنات الأفيونية كثيراً من الجدل في السنوات الأخيرة خاصة عند تناولها خلال فترة الحمل، وما إذا كانت قد تؤثر على نمو الدماغ لدى الأجنة وتزيد خطر الإصابة باضطرابات مثل التوحّد أو فرط الحركة ونقص الانتباه، غير أن دراسة جديدة نُشرت في PLOS Medicine قدمت أدلة علمية قوية تُطمئن النساء الحوامل اللواتي قد يحتجن لهذه الأدوية تحت إشراف طبي.

تفاصيل الدراسة

أجرت الباحثة إيما إن. كليري، من جامعة إنديانا في بلومنجتون وزملاؤها دراسة واسعة النطاق شملت بيانات أكثر من مليوني طفل، تم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين: الأولى ضمّت 1,267,978 طفلًا لدراسة ارتباط التعرض للمسكنات الأفيونية الموصوفة طبياً (Prescribed Opioid Analgesics - POAs) بخطر الإصابة بالتوحّد، بينما شملت المجموعة الثانية 918,177 طفلاً لدراسة الارتباط مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

استخدام المسكنات للوقاية من الخرفتفاصيل الدراسة

من بين الأطفال في المجموعة الأولى تبيّن أن 4.4% تعرضوا لتلك المسكنات خلال فترة الحمل، وعند متابعة الأطفال حتى عمر 10 سنوات بلغت نسبة الإصابة بالتوحّد 2% بين غير المتعرضين، و2.9% بين من تعرضوا لجرعات منخفضة طوال فترة الحمل، و3.6% بين من تعرضوا لجرعات مرتفعة.

تفسير النتائج

أظهرت التحليلات الأولية أن الجرعات العالية من المسكنات الأفيونية ارتبطت بزيادة في خطر التوحّد حيث بلغ معامل الخطورة 1.74 قبل تعديل العوامل المؤثرة، لكن عند إدخال المتغيرات المصاحبة في الحسابات مثل العوامل الوراثية أو الصحية للأم انخفض معامل الخطورة إلى 1.34 وهو ارتباط ضعيف نسبياً.

الأهم من ذلك أن استخدام تصميمات بديلة للدراسة مثل مقارنة الأشقاء داخل العائلة الواحدة أظهر أن الارتباطات تختفي إلى حد كبير، ما يشير إلى أن العوامل العائلية أو الصحية الأخرى هي السبب الرئيسي وليست المسكنات نفسها.

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

عند تحليل بيانات المجموعة الثانية لوحظ نمط مشابه: أي ارتباط مبدئي بين التعرض للمسكنات الأفيونية وخطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كان يضعف أو يختفي بعد أخذ العوامل المصاحبة في الاعتبار، هذا يعزز فكرة أن الارتباطات المرصودة لا تعكس علاقة سببية مباشرة.

أدوية فرط الحركة تسبب فقدان وزن خطير للأطفال دون السادسةاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

أهمية النتائج للأطباء والمرضى

أكدت الباحثة إيما كليري أن هذه النتائج لا تستبعد تماماً احتمال وجود مخاطر طفيفة مع التعرض الشديد للمسكنات الأفيونية أثناء الحمل لكنها تشير بقوة إلى غياب تأثير سببي مباشر بين هذه الأدوية وخطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي الأكثر شيوعًا مثل التوحّد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وأضافت أن الدراسة تقدم بيانات جديدة يمكن أن تساعد الأطباء والنساء الحوامل في اتخاذ قرارات أكثر وعياً بشأن استخدام المسكنات الأفيونية الموصوفة طبياً عند الحاجة.