الأسبرين يقلل خطر عودة أورام القولون إلى النصف

أظهرت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine أن تناول الأسبرين بجرعة يومية محددة قد يقلل من احتمالات تكرار أورام القولون والمستقيم لدى بعض المرضى الذين يعانون من تغييرات جينية معينة في مسار PI3K، النتائج سلطت الضوء على إمكانية استخدام دواء شائع وبسيط كخيار داعم للعلاج في مجموعات فرعية محددة من المرضى.

تصميم الدراسة وعدد المشاركين

قاد فريق بحثي من معهد كارولينسكا في ستوكهولم، برئاسة الدكتورة آنا مارتلينغ، تجربة سريرية عشوائية شملت أكثر من ألف مريض، شارك في الدراسة مرضى يعانون من أورام القولون في المرحلتين الثانية والثالثة أو أورام المستقيم في المراحل الأولى إلى الثالثة وجميعهم لديهم طفرات جينية محددة في جينات مرتبطة بمسار PI3K مثل PIK3CA وPIK3R1 وPTEN.

تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين أساسيتين بحسب نوع التغيير الجيني ثم جرى توزيعهم عشوائيًا لتلقي 160 ملج من الأسبرين يومياً أو علاج وهمي (Placebo) لمدة 3 سنوات.

هل الأسبرين يمنع انتشار السرطان؟تصميم الدراسة وعدد المشاركين

انخفاض ملحوظ في تكرار الأورام

أظهرت النتائج أن الأسبرين حقق فائدة واضحة في تقليل تكرار الأورام، فخلال ثلاث سنوات من المتابعة بلغت نسبة التكرار بين المرضى الذين تناولوا الأسبرين 7.7% فقط مقارنةً بـ 14.1% لدى من تلقوا العلاج الوهمي في المجموعة الأولى من المرضى.

أما في المجموعة الثانية فقد سُجلت النسبة ذاتها 7.7% مع الأسبرين مقابل 16.8% مع العلاج الوهمي، وأظهرت التحليلات أن الأسبرين خفّض خطر تكرار الأورام إلى النصف تقريباً، حيث تراوحت نسب الخطر بين 0.42 و0.49 وهي أرقام تعكس تأثيراً إحصائياً ذا دلالة قوية.

تحسن في البقاء دون عودة الأورام

لم تقتصر الفوائد على تقليل التكرار بل امتدت لتشمل زيادة فترة البقاء دون عودة الورم، فقد بلغت نسبة البقاء خالية من الأورام بعد 3 سنوات 88.5% بين متلقي الأسبرين مقابل 81.4% مع العلاج الوهمي في المجموعة الأولى، بينما كانت 89.1% مقابل 78.7% في المجموعة الثانية.

تعليق الخبراء

أشارت الدكتورة آنا مارتلينغ إلى أن هذه النتائج تدعم بقوة الفرضية البيولوجية لاستخدام الأسبرين كخيار وقائي، موضحة أن العلاج قد يكون أكثر فعالية لدى المرضى الذين يتم تحديدهم وفقاً للملامح الجينية الدقيقة.

ما علاقة الخبز الأبيض بزيادة أورام القولون والمستقيم؟تعليق الخبراء

دلالات طبية مستقبلية

تفتح هذه الدراسة المجال أمام توجيه العلاج بشكل أكثر تخصيصاً حيث يمكن للأطباء اختيار المرضى الأكثر استفادة من الأسبرين بناءً على التحليل الجيني، ورغم أن الأسبرين دواء واسع الاستخدام ومعروف منذ عقود إلا أن توظيفه في سياق الأورام يضيف بعداً جديداً للرعاية الطبية ويؤكد أهمية الطب الدقيق في تحسين نتائج المرضى.