أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Radiology" أن فحص القولون بالأشعة المقطعية (CT colonography) يمكن أن يمنع عددًا أكبر من حالات الإصابة بـ ورم القولون مقارنة باختبارات الحمض النووي في البراز، حيث أوضح الباحثون أن إجراء الفحص المقطعي كل 3 إلى 5 سنوات يساهم في الكشف المبكر عن الحالات المحتملة بدرجة تفوق دقة اختبارات الحمض النووي، ما قد يؤدي إلى تدخلات وقائية أكثر فاعلية.
أهمية فحص القولون بالأشعة المقطعية
قال الدكتور بيري بيكهارت؛ أستاذ الأشعة والفيزياء الطبية في كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن والباحث الرئيسي في الدراسة: "من بين خيارات الكشف الآمنة وقليلة التوغل عن أورام القولون والمستقيم فإن فحص القولون بالأشعة المقطعية أكثر فاعلية في الوقاية والكشف، كما أنه أكثر توفيراً، من حيث التكاليف مقارنة باختبارات الحمض النووي في البراز".
ورغم أن تنظير القولون لا يزال يُعتبر المعيار الذهبي للكشف لكونه يتيح إزالة الزوائد اللحمية أثناء الفحص، فإن العديد من المرضى يتجهون إلى الخيارات الأقل توغلاً مثل اختبارات البراز أو الأشعة المقطعية لتجنب الإجراءات التي تتطلب التخدير.
مع تغطية برنامج Medicare لكل من فحص الحمض النووي في البراز والأشعة المقطعية، قرر الباحثون إجراء مقارنة مباشرة بين الطريقتين، بينما تبحث اختبارات الحمض النووي في البراز عن علامات جينية مرتبطة بالأورام يستخدم فحص CT التصوير المقطعي لفحص القولون والمستقيم بدقة.
اعتمد الباحثون على نموذج محاكاة يستند إلى بيانات 2017 الصادرة عن Centers for Disease Control and Prevention (CDC) لتقييم تطور الأورام في ظل غياب الكشف مقابل تطبيق الاستراتيجيات المختلفة، بدأت المحاكاة عند سن 45 عاماً وانتهت عند سن 75.
التصوير المقطعي لفحص القولون والمستقيم
بدون أي نوع من الفحوصات قدّر الباحثون أن 8% من الأشخاص سيصابون بورم القولون وأن 3% سيتوفون سنوياً بسببه لكن عند إجراء اختبارات الحمض النووي في البراز كل 3 سنوات انخفضت معدلات الإصابة المتوقعة بنسبة 59%.
في المقابل، أظهرت الأشعة المقطعية نتائج أفضل:
انخفاض بنسبة 70% عند إجراء الفحص كل 3 سنوات مع إزالة الزوائد التي يبلغ حجمها 10 ملم أو أكثر.
انخفاض بنسبة 75% عند إجراء الفحص كل 5 سنوات مع إزالة الزوائد التي يبلغ حجمها 6 ملم أو أكثر.
أكد الباحثون أن نتائج الدراسة تدعم استخدام الأشعة المقطعية كخيار رئيسي للكشف إلى جانب تنظير القولون واختبارات البراز وخصوصًا للمرضى في الأربعينيات من العمر حيث قد تكون أكثر قبولاً وأقل تكلفة.
استراتيجية واعدة للجيل الأصغر سناً
كما أشارت الدراسة إلى أن الاستراتيجيتين المرتبطتين بفحص CT كانتا أكثر فعالية من حيث التكلفة من اختبارات الحمض النووي رغم أن استراتيجية الخمس سنوات كانت أقل كفاءة من استراتيجية الثلاث سنوات.
ورغم الحاجة إلى تحضير الأمعاء باستخدام ملينات قوية إلا أن فحص CT يتميز بإمكانية استخدامه لرصد مشاكل صحية إضافية مثل هشاشة العظام وتصلب الشرايين ما يعزز من جدواه الشاملة.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تتماشى مع دراسات سابقة لكنهم شددوا على أن النموذج المستخدم هو محاكاة ولا يثبت علاقة سببية مباشرة بين الفحص وانخفاض معدلات الإصابة.