تشير الإحصاءات إلى أن النساء يمثلن ما يقرب من ثلثي عدد المصابين بمرض الزهايمر، هذا التفاوت دفع العلماء إلى دراسة الفروق البيولوجية بين الرجال والنساء في تطور المرض، وكان آخرها بحث جديد نشر في مجلة Alzheimer’s & Dementia كشف عن دور محتمل للأحماض الدهنية أوميجا-3 في حماية النساء على وجه التحديد.
اعتمد الباحثون على تحليل عينات دم لأكثر من 800 مشارك ضمن دراسة أوروبية موسعة (ANMerge) تبحث عن المؤشرات الحيوية للزهايمر، من بين هؤلاء كان 306 مصابين بالزهايمر و165 يعانون من ضعف إدراكي بسيط.
قام الفريق بفحص نحو 700 نوع من الدهون في الدم ولاحظوا أن النساء المصابات بالزهايمر كان لديهن مستويات أقل من الدهون غير المشبعة الحاملة للأوميجا-3 مقارنة بالنساء الأصحاء بينما لم يُرصد أي اختلاف يذكر بين الرجال المصابين وغير المصابين.
تفاصيل الدراسة
الأوميجا-3 هي نوع من الدهون غير المشبعة متعددة الروابط تساعد في بناء وتقوية الخلايا العصبية في الدماغ، ولأن الجسم لا ينتجها بشكل طبيعي يجب الحصول عليها من الغذاء مثل الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل، السردين) أو من مصادر نباتية مثل بذور الكتان والشيا والجوز.
أوضحت الدكتورة كريستينا ليخيدو-كويجلي، الباحثة الرئيسية في الدراسة من معهد العلوم الصيدلانية في كينجز كوليدج لندن، أن النتائج تشير إلى أن الزهايمر قد يتطور بآليات مختلفة لدى النساء مقارنة بالرجال، مضيفة: "هذا يعني أننا بحاجة إلى استراتيجيات خاصة بكل جنس لفهم وتشخيص وربما علاج الزهايمر".
الدراسة استلهمت فكرتها من أبحاث سابقة أوضحت أن ما يصل إلى 45% من حالات الخرف يمكن الوقاية منها وأن نحو 7% منها يرتبط بارتفاع الكوليسترول الضار LDL، لذلك ركز الباحثون على دراسة كيفية استقلاب الدهون في الجسم ودورها في صحة الدماغ.
النتائج بينت أن الدهون المشبعة، والتي تعتبر غير صحية، كانت أعلى لدى النساء المصابات بالزهايمر، بينما انخفضت الدهون غير المشبعة الحاملة للأوميجا-3، ما يشير إلى علاقة محتملة بين مستويات هذه الدهون وتطور المرض لدى النساء تحديداً.
ارتباط الدهون بصحة الدماغ
وصف الدكتور تيموثي تشانغ، أستاذ مساعد في علم الأعصاب بمركز أبحاث الزهايمر في جامعة كاليفورنيا، البحث بأنه "مصمم جيداً" ويضيف دليلاً جديداً على ارتباط الدهون بالمرض لدى النساء.
مع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية إذ أجريت على عينة من كبار السن الأوروبيين ما قد لا يعكس بالضرورة تنوع السكان عالمياً، فيما يخطط الباحثون لإجراء تجارب سريرية على فئات عمرية أصغر لمعرفة ما إذا كان تأثير الأوميجا-3 يبدأ في مراحل مبكرة من الحياة ولماذا يبدو تأثيره أقوى لدى النساء.