أعلنت شركتا Eisai اليابانية وBiogen الأمريكية عن موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على دواء Leqembi Iqlik (المادة الفعالة Lecanemab-irmb) كحقنة تحت الجلد تُعطى مرة أسبوعياً لعلاج المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، ويُعد هذا الشكل العلاجي الجديد نقلة نوعية لأنه يتيح للمرضى الاستمرار في تلقي العلاج بوسيلة أكثر سهولة مقارنة بالحقن الوريدية التقليدية.
يأتي Leqembi Iqlik في صورة قلم للحقن الذاتي يحتوي على 360 ملج/1.8 مل يمكن إعطاؤه في نحو 15 ثانية فقط، ويُستخدم كجرعة صيانة بعد 18 شهراً من العلاج بالحقن الوريدي (10 ملج/كج كل أسبوعين)، ويمكن للمرضى بعد هذه الفترة الاختيار بين الاستمرار بالحقن الوريدي مرة كل أربعة أسابيع أو التحول إلى الحقن تحت الجلد مرة أسبوعياً باستخدام الجهاز الجديد.
آلية الاستخدام والجرعات
اعتمدت الموافقة على بيانات من المرحلة الثالثة من تجربة Clarity AD التي شملت مرضى في المراحل المبكرة من ألزهايمر. وأظهرت النتائج أن التحول إلى الحقن تحت الجلد يحافظ على الفوائد السريرية والبيولوجية نفسها التي يحققها العلاج الوريدي.
كما أثبتت التجارب على أكثر من 600 مريض أن معدل الآثار الجانبية كان مماثلًا للحقن الوريدي لكن ردود الفعل الجهازية كانت أقل بكثير (أقل من 1% مقارنة بـ 26% مع الحقن الوريدي)، نحو 11% فقط من المرضى عانوا من تفاعلات موضعية بسيطة مثل الاحمرار أو الحكة في موقع الحقن ولم تتسبب هذه الأعراض في وقف العلاج.
تشير البيانات إلى أن الدواء يعمل على إبطاء تراجع القدرات الإدراكية والوظيفية عبر استهدافه لبروتين الأميلويد بيتا بنوعيه بما في ذلك الأشكال السامة المعروفة بـ"البروتوفيبريل" التي تُعد سبباً رئيسياً في تدهور الخلايا العصبية.
وفي تجربة Clarity AD أظهر المرضى الذين تلقوا العلاج انخفاضاً في معدل التدهور الإدراكي بنسبة 27% مقارنة بالدواء الوهمي بعد 18 شهراً، كما أن نتائج المتابعة لمدة 4 سنوات أكدت استمرار الفائدة من العلاج حيث انخفضت مؤشرات التراجع العقلي بشكل ملحوظ مقارنة بالمتوقع في دراسات مرجعية مثل ADNI وBioFINDER.
يمثل الشكل الجديد للدواء ميزة إضافية للمرضى وأسرهم إذ يمكنهم استخدامه في المنزل دون الحاجة إلى زيارة مراكز الحقن الوريدي باستمرار، كما يقلل من الضغط على المراكز الطبية ويتيح للطواقم الصحية استيعاب مرضى جدد في المراحل الأولى من العلاج.
سهولة أكبر للمرضى ومقدمي الرعاية
على الرغم من الفوائد الكبيرة حذرت إدارة الغذاء والدواء من مخاطر مرتبطة بالدواء أهمها ما يُعرف بـ"التغيرات المرتبطة بالتصوير نتيجة الأميلويد" (ARIA) والتي قد تظهر على شكل وذمة دماغية أو نزيف دماغي دقيق، ورغم أن معظم الحالات تكون بدون أعراض وتزول مع الوقت فإن بعض الحالات قد تكون خطيرة أو حتى مهددة للحياة.
كما يُوصى بإجراء فحص جيني لبعض المرضى قبل البدء بالعلاج لتحديد ما إذا كانوا يحملون نسخة مزدوجة من جين ApoE ε4 لأنهم معرضون لمعدلات أعلى من مضاعفات ARIA.