كيف يمكن حماية الأطفال من الفيروس التنفسي المخلوي؟

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Lancet Regional Health-Europe أن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) لا يصيب الأطفال ذوي الأمراض المزمنة فحسب، بل يمكن أن يتسبب أيضاً في حالات خطيرة وحتى مهددة للحياة بين الأطفال الأصحاء المولودين بتمام الحمل، حيث تشير النتائج إلى أن أكثر من نصف الأطفال المصابين بعدوى RSV والذين احتاجوا إلى العناية المركزة أو الإقامة الطويلة في المستشفى كانوا أصحاء تماماً قبل الإصابة.

عدوى شائعة لكنها خطيرة

يعد RSV واحداً من أبرز أسباب التهابات الجهاز التنفسي لدى الأطفال، وتزداد خطورة الإصابة كلما كان عمر الطفل أصغر حيث يبلغ متوسط أعمار الأطفال الذين احتاجوا إلى رعاية مكثفة أقل من شهرين.

يسبب الفيروس التهاب الشعب الهوائية الصغيرة والالتهاب الرئويعدوى شائعة لكنها خطيرة

أهمية التوسع في الوقاية

قال الدكتور صامويل ريدين، الباحث الرئيسي في مستشفى ساش للأطفال والشباب في ستوكهولم: "لطالما ركزت استراتيجيات الوقاية على الأطفال المصابين بأمراض مزمنة لكن الدراسة تُظهر أن نسبة كبيرة من الحالات الشديدة تحدث بين أطفال أصحاء".

وأضاف أن توفر أدوية وقائية أكثر فعالية حالياً يجعل من الإيجابي توسيع نطاق الفئات المستهدفة لتشمل جميع الرضع خلال موسم انتشار الفيروس.

تحليل بيانات واسعة

اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 2.3 مليون طفل وُلدوا في السويد بين عامي 2001 و2022، وأظهرت النتائج أن نحو 12% من الأطفال المصابين بالفيروس أصيبوا بحالة شديدة أدت إما إلى الوفاة أو إلى دخول وحدة العناية المركزة أو البقاء في المستشفى أكثر من أسبوع، وبيّن التحليل أن 41% من الأطفال الذين أُدخلوا العناية المركزة كانوا يعانون من أمراض مزمنة بينما لم يكن لدى 59% أي مشاكل صحية مسبقة.

عوامل خطر متعددة

وجد الباحثون عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة الشديدة من بينها: الولادة في فصل الشتاء، حيث تضاعف الخطر 3 مرات، ووجود توأم أو شقيق عمره أقل من 3 سنوات ما يضاعف الخطر 3 مرات، وصغر حجم الطفل عند الولادة، وهو ما يرفع الخطر قرابة 4 مرات، ووجود مشكلات صحية مزمنة، ما يرفع الخطر لأكثر من 4 أضعاف.

فيروس المخلوي التنفسيعوامل خطر متعددة

خيارات وقائية متاحة

توصي مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) بإعطاء جميع الرضع حماية من RSV، وتشمل الخيارات المتاحة لقاحات مثل Abrysvo للأمهات الحوامل أو إعطاء الأجسام المضادة أحادية النسيلة مثل nirsevimab أو clesrovimab للرضع قبل موسم البرد والإنفلونزا.

وقالت الدكتورة جوليا دالاجياكوما، الباحثة في معهد كارولينسكا بالسويد: "الخبر الجيد أن لدينا الآن علاجات وقائية يمكن تقديمها للمواليد ولقاح للأمهات الحوامل، ما يمنح فرصة حقيقية لتقليل حالات العدوى الشديدة".