على الرغم من اشتراك الجنسين في المبادئ الأساسية لـ فقدان الوزن، تُظهر الدراسات وجود فوارق بيولوجية واضحة بين الرجال والنساء تؤثر بشكل مباشر على معدلات حرق السعرات الحرارية وكفاءة عملية التمثيل الغذائي، حيث تميل النتائج إلى أن فقدان الوزن لدى الرجال يكون أسرع مقارنةً بالنساء في ظل نفس الظروف، ما قد يشكل حافزاً للتساؤل حول أسبابه العلمية.
وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة العوامل البيولوجية والفسيولوجية الرئيسية التي تقف وراء هذه الظاهرة، من خلال استعراض الـ5 أسباب العلمية الأساسية لفقدان الرجال للوزن بوتيرة أسرع.
يمتلك الرجال كتلة عضلية أكبر في المتوسط مقارنةً بالنساء، بسبب المستويات الأعلى من هرمون التستوستيرون الذي يعزز بناء الأنسجة العضلية، ولأن العضلات نسيج نشط أيضياً يستهلك سعرات حرارية حتى في حالة الراحة، فإن هذه الكتلة العضلية الأكبر تساهم بشكل مباشر في رفع معدل الأيض الأساسي (BMR) لدى الرجال، ما يمكنهم من حرق سعرات حرارية أكثر على مدار اليوم، وفقاً لمركز بريميير الطبي بجامعة كاليفورنيا.
يمتلك الرجال كتلة عضلية أكبر في المتوسط مقارنةً بالنساء
معدل الأيض الأساسي هو مقدار الطاقة التي يستهلكها الجسم للحفاظ على وظائفه الحيوية الأساسية أثناء الراحة، حيث يتمتع الرجال بمعدل أيض أساسي أعلى من النساء، بسبب كتلتهم العضلية الأكبر وحجم أجسامهم الأضخم بشكل عام، ويمكن أن يتأثر هذا المعدل بعوامل أخرى مثل:
-التغيرات الهرمونية (وخاصة لدى النساء).
-فقدان الكتلة العضلية.
-قلة النشاط البدني.
-التغيرات المرتبطة بتقدم العمر.
لا تتساوى نسبة الدهون في الجسم بين الجنسين؛ ففي المتوسط، تتراوح نسبة الدهون الأساسية لدى النساء بين 25% إلى 31%، بينما تتراوح لدى الرجال بين 18% إلى 24%، ولأن الدهون نسيج أقل نشاطاً في حرق الطاقة مقارنةً بالعضلات، فإن ارتفاع نسبة الدهون الكلية لدى النساء يجعل عملية فقدان الوزن أكثر بطئاً.
يختلف نمط توزيع الدهون بين الرجال والنساء بشكل ملحوظ:
يختلف نمط توزيع الدهون بين الرجال والنساء
-الرجال
يميل الرجال إلى تخزين الدهون في منطقة البطن (نمط "التفاحة")، وهي ما تعرف بالدهون الحشوية، هذه الدهون نشطة أيضياً وأسهل للجسم في حرقها وتكسيرها.
-النساء (قبل انقطاع الطمث)
يميل النساء إلى تخزين الدهون في منطقة الوركين والفخذين (نمط "الكمثرى")، وهي دهون تحت الجلد، هذه الدهون أكثر عناداً ومقاومة للحرق، حيث خزنتها الطبيعة من خلال عملية التطور الطبيعي لدعم عمليات الحمل والرضاعة.
وأخيراً، بعد استعراض هذه الاختلافات البيولوجية الرئيسية، يتضح أن رحلة فقدان الوزن قد تكون محفوفة بتحديات مختلفة للرجال والنساء على حد سواء، وإن فهم هذه الفروقات لا يقلل من أهمية الجهد المبذول، بل يسلط الضوء على ضرورة وضع توقعات واقعية واتباع استراتيجيات مخصصة تتناسب مع طبيعة كل جسم، مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل العمر، والنظام الغذائي، والصحة العامة.