الرجال الأكثر تضررا: طريقة شجارك مع زوجتك قد تصيبك بهذه الأمراض

لطالما ارتبطت الخلافات الزوجية بالمشكلات النفسية، لكن دراسة حديثة صادرة عن جامعتي كاليفورنيا بيركلي ونورث وسترن كشفت أن طريقة الشجار نفسها قد تكون مؤشراً على نوع المشكلات الصحية التي يمكن أن يواجهها الزوجين في المستقبل، إذ أن النتائج التي استندت إلى متابعة طويلة الأمد للأزواج أظهرت أن نمط الجدال قد ينعكس بشكل مباشر على صحة القلب أو الظهر والعضلات خصوصاً بين الرجال.

منهجية البحث

قام الباحثون بمتابعة 156 زوجاً وزوجة من متوسطي وكبار السن على مدى 20 عاماً/ لكن المفاجأة أن مجرد 15 دقيقة من نقاشاتهم الزوجية كانت كافية للتنبؤ بنوعية المشكلات الصحية التي قد تظهر لاحقاً.

وأوضح روبرت ليفنسون، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا بيركلي والمشرف على الدراسة: "تكشف نتائجنا مستوى جديداً من الدقة في فهم العلاقة بين العواطف والصحة، وكيف يمكن للسلوكيات الانفعالية على مدى الزمن أن تتنبأ بظهور مشكلات صحية".

خطواتك اليومية تنقذ قلبكمنهجية البحث

الغضب يرتبط بأمراض القلب

أظهرت النتائج أن الأزواج الذين يميلون إلى الانفعال الشديد و"فقدان أعصابهم" أثناء النقاش كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع مرور الوقت، هذا النمط العاطفي إذا استمر دون ضبط يزيد احتمالية المشكلات القلبية في المستقبل.

ومع ذلك أشار الباحثون إلى أن اتباع نمط حياة صحي يشمل الرياضة والغذاء المتوازن، إلى جانب تعلم استراتيجيات لإدارة الغضب قد يقلل من هذه المخاطر.

الانسحاب والصمت يسببان مشكلات في الظهر

في المقابل الذين يفضلون الانسحاب أو التزام الصمت أثناء النقاشات مع إظهار علامات الانزعاج، مثل رفع العينين أو الانكماش الجسدي كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشكلات عضلية هيكلية مثل آلام الظهر وتيبس العضلات، ويرى الباحثون أن هذه المشكلات قد ترتبط بالتوتر الجسدي المستمر الناتج عن الكبت العاطفي.

وقالت كلوديا هاس، الباحثة بجامعة نورث وسترن وأحد المشاركين الرئيسيين في الدراسة: "الخلاف أمر طبيعي في أي زواج لكن الطرق المختلفة في التعامل معه قد تتنبأ بنوعية المشكلات الصحية التي سيواجهها الأزواج على المدى البعيد".

الوحدة تزيد خطر أمراض القلبالانسحاب والصمت يسببان مشكلات في الظهر

الرجال الأكثر تأثراً

أظهرت الدراسة أن العلاقة بين أنماط الجدال والمشكلات الصحية كانت أوضح لدى الرجال مقارنةً بالنساء، فالعواطف التي يظهرها الأزواج أثناء النقاشات كانت أكثر ارتباطاً بتطور أمراض القلب أو آلام الظهر، ما يسلط الضوء على الفروق بين الجنسين في التفاعل مع الضغوط العاطفية.

حلول ممكنة

يشير الباحثون إلى أن الوعي بهذه النتائج يمكن أن يساعد الأزواج على تعديل طرق تواصلهم لتفادي الأثر الصحي طويل المدى، فالتحدث بصراحة والتعبير عن المشاعر وتعلم أساليب أكثر توازناً في إدارة الخلافات قد لا ينقذ العلاقة فقط، بل يحافظ أيضاً على صحة القلب والجسد.