رغم مخاطرها الصحية.. لماذا تخضع النساء لجراحات تقصير عظام الساق؟

تشهد تركيا، وتحديداً مدينة إسطنبول، تدفقاً ملحوظاً لعددٍ كبير من السيدات، خاصةً القادمات من بريطانيا، لإجراء عمليات جراحية تجميلية لتقليل الطول، سعياً لتحقيق معايير جمالية معينة، لكن هناك جدل واسع النطاق بسبب المخاطر الصحية الجسيمة المرتبطة بها، والتي تتجاوز بكثير مجرد التعرض لآلام ما بعد الجراحة.

وتعتمد هذه العمليات في بعض العيادات المتخصصة، على تقنيات جراحية معقدة تشمل قطع أجزاء من عظام الساق (قصّاً لعظم الفخذ بما يقارب 5.5 سم، وعظم الساق السفلي بما يقارب 3 سم)، ثم تثبيتها باستخدام قضبان معدنية إلى أن تلتئم، وعلى الرغم من الادعاءات بتحقيق النتائج المرغوبة، فإن المخاطر المحيطة بهذه التدخلات لا يمكن تجاهلها.

مخاطر جراحة تقصير عظام الساقجراحة تقصير عظام الساق

وتكشف التقارير عن معاناة كبيرة للنساء اللاتي خضعن لهذه العمليات، حيث يعاني المرضى من آلام مبرحة، ويفقدون القدرة على الحركة أو حتى الجلوس على الكراسي المتحركة لشهور طويلة، كما يتطلب الأمر الخضوع لجلسات مكثفة وطويلة من العلاج الطبيعي في أفضل الأحوال، حسب صحيفة Vanguard.

وفي السطور التالية تستعرض بوابة صحة تفاصيل هذه الجراحات، والمخاطر الصحية، والآثار الجسدية والنفسية المترتبة عليها.

لماذا تخضع النساء لجراحات تقصير عظام الساق؟

تخوض بعض النساء هذه التجربة المؤلمة للحصول على مظهر جمالي بهدف الزواج، إذ يشعرن بأنهن طويلات جداً، وتجري أخريات هذه الجراحة لإصلاح اختلافات طول الساقين، أو لأسباب صحية أخرى.

ما مخاطر جراحة تقصير عظام الساق؟

مخاطر جراحة تقصير عظام الساقمخاطر جراحة تقصير عظام الساق

جراحة تقصير عظام الساق ليست خالية من المضاعفات، إذ يُمكن أن يحدث ضعف في العضلات، وتأخر في التئام العظام، وقد يصل الأمر إلى ما هو أشد خطورة، مثل خلع المفاصل، وجلطات الدم، واستبدال الركبة، وفي حالات نادرة، قد تحدث مضاعفات مميتة.

وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور شكري يازار، رئيس الجمعية التركية لجراحة التجميل والترميم، أن المرضى قد يخضعون لمثل هذه الجراحات نتيجة للتعرض لضغوط اجتماعية شديدة، أو لرغبة بعض النساء في الظهور بمظهر أقصر من شركائهن، حسب صحيفة Hürriyet Daily.


ومن جانبه، أوضح الدكتور باريش غورغون، أخصائي جراحة العظام، أن هذه العملية تعمل على تقصير عظام الفخذ حوالي 4 سنتيمترات، وعظام الساق 3 سنتيمترات، ما يؤدي إلى انخفاض طول الجسم بحوالي 6 إلى 8 سنتيمترات، ويتم تثبيت هذه العظام بصفائح أو قضبان، مع الإشارة إلى احتمال حدوث عدوى أو انسداد رئوي.

والجدير بالذكر أن الخبراء حذروا من انتشار مثل هذه الجراحات في تركيا، فهي دولة رائدة في السياحة العلاجية، ويمكن أن يشكل انتشار المضاعفات الخطيرة المرتبطة بهذا الإجراء تهديداً لهذا القطاع.