أشارت دراسة نُشرت في Journal of the American Heart Association إلى أن قضاء الأطفال والمراهقين ساعات طويلة أمام الشاشات قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمشكلات قلبية وأيضية مثل ارتفاع ضغط الدم واضطراب مستويات الدهون في الدم وارتفاع مستوى السكر.
أجرى فريق بحثي من University of Copenhagen بقيادة ديفيد هورنر، طبيب وباحث، دراسة اعتمدت على بيانات أكثر من 1000 طفل ومراهق من مشروع Copenhagen Prospective Studies on Asthma in Childhood ضمن فئتي مواليد عامي 2000 و2010.
تفاصيل الدراسة
قام الباحثون بقياس وقت الشاشة الترفيهي وربطه بمؤشر مركب لخطر القلب والأيض، هذا المؤشر اعتمد على عدة عوامل، منها:
محيط الخصر
ضغط الدم الانقباضي
مستويات الكوليسترول عالي الكثافة (HDL)
مستوى الدهون الثلاثية
مستوى الجلوكوز في الدم
أظهرت النتائج أن كل ساعة إضافية يقضيها الأطفال أمام الشاشات ارتبطت بزيادة خطر القلب والأيض بشكل ملحوظ حيث بلغ هذا الارتباط (β = 0.08) لدى الأطفال و(β = 0.13) لدى المراهقين، كما تبين أن قلة النوم لعبت دوراً كبيراً في تضخيم هذه المخاطر، إذ ارتفعت احتمالية المشكلات القلبية والتمثيل الغذائي بشكل أكبر لدى من ينامون لساعات أقل.
واحدة من النتائج اللافتة كانت رصد تغييرات في بعض المركبات الكيميائية في الدم لدى الأطفال الذين يقضون وقتاً أطول أمام الشاشات، أطلق الباحثون على هذه التغيرات اسم "بصمة وقت الشاشة" والتي ظهرت منذ الطفولة وتم التحقق منها لاحقاً في فترة المراهقة (β = 0.14).
بصمة أيضية مرتبطة بوقت الشاشة
يشير الباحثون إلى أن هذه التغيرات الأيضية المبكرة قد تحمل دلالات على مخاطر مستقبلية لصحة القلب، وأوضح هورنر أن التحليلات أظهرت اتجاهاً إيجابياً لارتباط وقت الشاشة مع مخاطر القلب في مرحلة الطفولة، بينما ظهر الارتباط بشكل واضح لدى المراهقين.
أحد الجوانب المهمة التي أبرزتها الدراسة هو دور النوم الكافي في تقليل المخاطر المرتبطة بوقت الشاشة، فالأطفال والمراهقون الذين ينامون لفترات أطول بدوا أقل عرضة لآثار وقت الشاشة السلبية، ما يسلط الضوء على أهمية النوم كعامل وقائي رئيسي.