لا يكتفي بالقلب.. التوتر يسرع انتشار الأورام في الجسم 6 مرات

كشفت دراسة حديثة من جامعة موناش في ملبورن - أستراليا أن التوتر لا يقتصر على تأثيره المعروف في رفع ضغط الدم وزيادة مخاطر الجلطات القلبية والدماغية بل يمكن أن يحول الجسم إلى ما يشبه "الطريق السريع" لانتشار الأورام، ما يجعلها تنتشر بمعدل أسرع يصل إلى ستة أضعاف، النتائج تسلط الضوء على الدور العميق للتوتر في إضعاف الجسم ومضاعفة المخاطر الصحية.

تجربة على الفئران تكشف المفاجأة

قام الباحثون بوضع الفئران في أماكن ضيقة لمحاكاة الظروف التي يشعر فيها الإنسان بالتوتر النفسي ثم فحصوا كيفية انتشار الأورام في أجسامها، وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعرضت للتوتر سجلت انتشارًا أعلى للأورام بمعدل 6 أضعاف مقارنة بالفئران التي لم تتعرض لنفس الظروف.

وقالت الدكتورة كارولين لي، إحدى المشاركات في الدراسة: "يمكن بوضوح ملاحظة زيادة الانتشار ست مرات أكثر في الفئران التي تعيش في ظروف توتر مقارنة بغيرها".

كيف يعمل التوتر على تسريع الانتشار؟

القلق ليس عدوك.. كيف يمكنك تحويل التوتر إلى وقود للإنجاز؟كيف يعمل التوتر على تسريع الانتشار؟

أوضح الباحثون أن السبب يعود إلى أن التوتر يطلق إشارات داخلية تمكّن الخلايا الورمية من الانفصال والانتقال عبر الجسم.

وقالت الدكتورة إيريكا سلون، الباحثة الرئيسية: "التوتر يرسل إشارة إلى الورم تسمح للخلايا بالتحرر والانتقال وكأنه يعمل كسماد يساعد هذه الخلايا على ترسيخ نفسها في أعضاء أخرى".

دور الجهاز اللمفاوي

الدراسة بيّنت أن التوتر يحول الجهاز اللمفاوي إلى "طريق سريع" تنقل عبره الخلايا بسرعة إلى أنحاء الجسم المختلفة، هذه النتيجة توضح كيف يمكن للتوتر أن يغير البنية الداخلية للجسم ويجعل بيئته أكثر قابلية لتوسع المرض.

أمل في العلاجات الداعمة

رغم الصورة المقلقة، أشارت النتائج إلى وجود أمل من خلال بعض الأدوية مثل beta blockers التي أظهرت فاعلية في إيقاف تأثير التوتر حيث تمنع الاستجابة الفسيولوجية وتبطئ الانتشار، هذا يفتح الباب أمام إمكانية تطوير استراتيجيات علاجية جديدة تستهدف التحكم في التوتر كجزء من خطط العلاج.

التوتر وأمراض أخرى

التوتر معروف منذ سنوات بتأثيراته الواسعة على الصحة فهو يرفع ضغط الدم يزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، وتشير دراسات أخرى إلى أن التوتر المزمن يمكن أن يلحق أضرارًا بالدماغ ويزيد خطر الإصابة باضطرابات نفسية كبرى.

كيف تخدع دماغك لتكون أكثر هدوءا عند التوتر؟التوتر وأمراض أخرى

نداء لمواجهة التوتر

تشير هذه النتائج إلى أن أنماط الحياة السريعة والمليئة بالضغوط اليومية تجعلنا أكثر عرضة لمشكلات صحية معقدة، الأمر لم يعد مقتصرًا على الشعور بالإرهاق أو القلق بل أصبح واضحاً أن التوتر يمكن أن يغير مسار الأمراض داخل الجسم، من هنا يؤكد العلماء على ضرورة التعامل مع التوتر كعامل خطر حقيقي والتفكير في برامج وقائية وإستراتيجيات للتخفيف من آثاره سواء من خلال ممارسات الاسترخاء أو الدعم النفسي أو أنماط الحياة الصحية.