تلجأ كثير من الأمهات إلى استخدام "الببرونة" إلى جانب الرضاعة الطبيعية لأسباب متعددة كالعودة إلى العمل بعد إجازة الوضع أو حضور مناسبة أو ببساطة الحصول على بعض الراحة بينما يتولى شخص آخر مهمة الإرضاع، لكنّ هذا التحوّل قد يثير تساؤلًا شائعًا: هل يمكن أن يؤثر استخدام "الببرونة" على رضاعة الطفل من الثدي؟ هنا تظهر ظاهرة تُعرف باسم "تشوّش الحلمة".
تشوّش الحلمة هو مصطلح يُستخدم لوصف الصعوبة التي يواجهها بعض الأطفال عند الانتقال بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية، فبعض الرضع يفضلون الببرونة لأنها تتيح تدفق الحليب بسهولة أكبر مما يجعلها "الخيار الأسهل"، وفي المقابل يحتاج الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية إلى مجهود أكبر لسحب الحليب من الثدي.
وفقًا لمجلة What to Expect، فإن تشوّش الحلمة ليس مجرد "ارتباك" بل غالبًا ما يكون تفضيلًا للطريقة الأسهل في الحصول على الحليب، فالحليب من "الببرونة" يتدفق بسرعة وبقوة الجاذبية، بينما يتطلّب من الطفل مجهودًا أكبر في الرضاعة الطبيعية إذ عليه سحب الحلمة إلى داخل فمه وتحريك لسانه لضخ الحليب تدريجيًا.
ورغم ذلك فإن كثيرًا من الأطفال يتنقّلون بين الثدي والزجاجة بسهولة خصوصًا بعد تثبيت الرضاعة الطبيعية خلال الأسابيع الأولى.
الرضاعة الطبيعية وإدخال الببرونة للطفل
يُوصي أطباء الأطفال بأن يكون الوقت المناسب لتقديم الببرونة هو بعد مرور ثلاثة أسابيع تقريبًا من الولادة حين يكون الحليب متوافرًا بكميات كافية ويكون الطفل قد أتقن مهارة الرضاعة الطبيعية، ومع ذلك يختلف الأمر من طفل لآخر.
يقول الطبيب مايكا ريزنيك، من منظمة TriHealth Population Health Organization في أوهايو: "لا مانع من تقديم الببرونة في وقت أبكر إذا كانت هناك ظروف خاصة مثل العودة المبكرة للعمل أو إقامة الأم في المستشفى".
ينصح الخبراء باستخدام حلمة بطيئة التدفق تشبه سرعة خروج الحليب من الثدي، وإذا لاحظتِ أن طفلك يتضايق أو يختنق أثناء الرضاعة بالزجاجة فربما تحتاجين إلى تجربة نوع مختلف من الحلمات.
كذلك يُفضَّل أن يتولى شخص آخر إرضاع الطفل بالببرونة؛ لأن الرضيع غالبًا ما يربط الأم بالرضاعة الطبيعية فقط، وبعد أن يعتاد الببرونة لن يمانع من تناول الحليب من أي شخص.
يشير الخبراء إلى أهمية جعل تجربة الببرونة قريبة من الرضاعة الطبيعية عبر إبطاء وتيرة الإرضاع وتبديل الجهة أثناء الإرضاع كما يحدث طبيعيًا، كما يُنصح بالتواصل البصري والاحتضان أثناء الزجاجة لمنح الطفل الإحساس بالأمان والدفء.
ويؤكد الدكتور "ريزنيك" أن الاتصال الجسدي المباشر بين الأم والرضيع يخفّف التوتر ويُحسّن الهضم وينشّط الهرمونات الداعمة للرضاعة".
فوائد وأضرار اللهاية للطفل
تؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن استخدام اللهاية لا يؤدي إلى رفض الطفل للرضاعة الطبيعية بل قد يقلّل من خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS) شرط إدخالها بعد تثبيت الرضاعة الطبيعية أي بعد 3 إلى 4 أسابيع من الولادة.
إذا لاحظتِ أن طفلك يميل إلى الببرونة أكثر يمكن تشجيعه على العودة إلى الثدي تدريجيًا؛ لذا يُنصح بتقليل سرعة تدفق الحليب من الببرونة والقيام بالرضاعة الطبيعية عندما يكون الطفل جائعًا مع توفير تلامس جلدي مباشر لتشجيعه على الارتباط مجددًا بالثدي.