تُعد جراحات السمنة للمراهقين خياراً علاجياً متقدماً يُلجأ إليه عندما تفشل الطرق التقليدية مثل تعديلات نمط الحياة والتدخلات الغذائية في تحقيق التحكم الصحي في الوزن، حيث ظهر توجه طبي واضح يدعم استخدام جراحات تكميم المعدة وتحويل المسار للمراهقين الذين يعانون من سمنة مفرطة مصحوبة بمضاعفات صحية خطيرة، حسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
تُجرى هذه العمليات تحت التخدير العام وبموجب معايير طبية دقيقة، وتستهدف تصغير حجم المعدة أو تعديل مسار الامتصاص بهدف تحقيق خسارة وزن كبيرة ومستدامة، لكن نجاح هذه الإجراءات يعتمد على متابعة طبية طويلة الأمد واستعداد الأسرة والمراهق للالتزام بالتغييرات الغذائية ونمط الحياة بعد الجراحة.
وفي هذا التقرير تستعرض بوابة صحة أنواع جراحات السمنة الموصى بها للمراهقين، وشروطها، ومخاطرها، وفوائدها المحتملة، وفقاً لأحدث الأدلة العلمية والتوصيات الطبية، مع التأكيد على ضرورة تقييم كل حالة على حدة واتخاذ القرار العلاجي تحت إشراف فريق طبي متخصص.
دراسة جديدة تنفي فائدة سيماجلوتايد التمهيدية قبل جراحات السمنة
يعتمد إجراء تكميم المعدة على استئصال جزء كبير من المعدة (حوالي 80%) وتحويل شكلها إلى أنبوب ضيق يشكل "كماً" أو "كمّة" صغيرة، يؤدي هذا التصغير إلى تقليل السعة الغذائية للمعدة، كما يقلل إنتاج هرمون الجريلين (هرمون الجوع)، ما يساهم في الشعور بالشبع بسرعة وتقليل كمية الطعام المتناولة، حيث هذا الإجراء أحد الخيارات الفعالة للتحكم في الوزن على المدى الطويل، وفقاً لموقع Cleveland Clinic.
في جراحة تحويل مسار المعدة على شكل حرف Y، يقسم الجراح المعدة إلى جزأين: جيب صغير علوي (بحجم البيضة تقريباً) وجزء أكبر مُبعد عن مسار الطعام، بعد ذلك يتم توصيل الجيب الصغير مباشرة بالأمعاء الدقيقة، متجاوزاً معظم المعدة والجزء الأول من الأمعاء.
نتيجة لذلك تقل كمية الطعام التي يمكن تناولها بشكل كبير، ويمتص الجسم سعرات حرارية وعناصر غذائية أقل، ما يؤدي إلى فقدان وزن كبير، لكنه يتطلب متابعة دقيقة لنقص التغذية مدى الحياة.
تستغرق عملية تكميم المعدة عادةً من 60 إلى 90 دقيقة، بينما تستغرق عملية تحويل المسار من 2 إلى 4 ساعات بسبب تعقيدها، وبعد الجراحة يُنقل المريض إلى غرفة الإفاقة للمراقبة حتى يستعيد وعيه بالكامل، وتتم متابعته للتأكد من استقرار العلامات الحيوية وغياب المضاعفات المبكرة.
تُجرى هذه العمليات للمراهقين الذين يعانون من سمنة مفرطة ولم ينجحوا في فقدان الوزن عبر الطرق التقليدية (النظام الغذائي، والرياضة، والعلاج السلوكي)، حيث تشمل فوائدها تحقيق فقدان وزن كبير ومستدام، إضافةً إلى الوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل:
-داء السكري النوع الثاني.
-ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
-انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
-آلام المفاصل والظهر.
-متلازمة تكيس المبايض.
-الاكتئاب والاضطرابات النفسية المرتبطة بالسمنة.
المضاعفات المحتملة لجراحات السمنة لدى المراهقين
أولاً: مضاعفات جراحية فورية (نادرة ولكنها خطيرة):
-النزيف.
-العدوى.
-الجلطات الدموية.
-تسريب من موقع تدبيس المعدة.
-ردود فعل تحسسية تجاه التخدير.
ثانياً: مضاعفات طويلة المدى (شائعة وتتطلب متابعة):
-نقص التغذية: بسبب سوء امتصاص العناصر (الحديد، الكالسيوم، فيتامين B12، وغيرها).
-الجفاف والصداع.
-حرقة المعدة أو الارتجاع المريئي.
-الإمساك أو الإسهال.
-التقيؤ إذا تم تناول كميات أكبر من قدرة المعدة.
-هبوط سكر الدم (خاصة بعد تحويل المسار).
-انخفاض كثافة العظام على المدى البعيد.
لذلك، يُوصى بالالتزام مدى الحياة بالمكملات الغذائية والفيتامينات والمتابعة الدورية مع الفريق الطبي.