في نتائج جديدة تسلط الضوء على البُعد النفسي لجراحة السمنة، أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Health Psychology" أن المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة الأيضية (Metabolic Bariatric Surgery - MBS) شهدوا انخفاضاً ملحوظاً فيما يُعرف بـ"وصمة الوزن المكتسبة" (Experienced Weight Stigma - EWS) وهو ما انعكس بشكل مباشر على تحسن حالتهم النفسية.
اعتمدت الدراسة التي قادتها الباحثة لاريسا ماجارّيتي، الحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة يوتا في سولت ليك سيتي، على مقاييس نفسية دقيقة ومعتمدة علمياً لقياس مدى التغير في وصمة الوزن لدى المرضى قبل الجراحة وبعدها خلال فترة تراوحت بين عام ونصف إلى 3 أعوام بعد العملية.
الأثر النفسي الإيجابي لجراحة السمنة
تُعد وصمة الوزن أحد العوامل النفسية المؤثرة بشكل كبير في حياة المصابين بالسمنة، حيث يشعر المرضى بالتمييز أو الرفض بسبب مظهرهم الجسدي ما يؤثر سلباً على تقديرهم لذاتهم وصحتهم النفسية، وتؤكد الدراسة أن هذه الوصمة شهدت تراجعاً ملموساً بعد جراحة السمنة ليس فقط بشكل إحصائي بل أيضاً على مستوى التأثير السريري المحسوس.
وبحسب نتائج الباحثين، فإن انخفاض وصمة الوزن المكتسبة كان مصحوباً بتحسن في الصحة النفسية وتراجع في اضطرابات الأكل وانخفاض في مؤشر كتلة الجسم (BMI)، كما أظهرت التحليلات الإحصائية أن هذا التغير في EWS بعد الجراحة يُعد مؤشراً قوياً لتحسن الحالة النفسية والسلوكية حتى عند أخذ العوامل الديموغرافية بعين الاعتبار مثل العمر والجنس والوزن الابتدائي.
وعلى الرغم من أن فقدان الوزن بحد ذاته يُعد هدفاً رئيسياً لجراحة السمنة، فإن الدراسة تشير إلى أن الأثر النفسي الناجم عن تراجع وصمة الوزن قد يكون العامل الأكثر تأثيراً على جودة حياة المرضى على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، قالت "ماجارّيتي" في تصريح صحفي: "فقدان الوزن مفيد في الكثير من الجوانب لكن التغير في وصمة الوزن قد يكون العامل الأقوى في تحسين الصحة النفسية وجودة الحياة بمرور الوقت".
البعد النفسي لفقدان الوزن
تسلط هذه النتائج الضوء على ضرورة توفير دعم نفسي مستمر للمرضى الذين يخضعون لجراحة السمنة ليس فقط لمساعدتهم على التأقلم مع التغيرات الجسدية بل أيضاً لفهم وتحليل التغيرات النفسية المصاحبة، ويفتح هذا المجال الباب لمزيد من الدراسات التي تدمج بين البُعدين الجسدي والنفسي في تقييم نتائج الجراحات الأيضية.
وشملت الدراسة 148 مريضاً ممن خضعوا لتقييم نفسي قبل الجراحة ثم أعيد تقييمهم بعد فترة تتراوح بين 1.5 إلى 3 سنوات، وتم تحليل البيانات باستخدام نماذج تحليل الانحدار التي أخذت في الاعتبار النتائج الأولية لكل مريض ما يمنح مصداقية إحصائية عالية لهذه النتائج.