ربما يُفاجئ البعض عندما يعلمون أن تناول البرغر أو قطع الدونات بين الحين والآخر يمكن أن يكون له دور إيجابي في فقدان الوزن وليس العكس، هذا ما أظهرته دراسة جديدة نُشرت في International Journal of Obesity، والتي تشير إلى أن تخصيص أيام "فري" أو استراحة من النظام الغذائي قد يساعد على الاستمرار في رحلة فقدان الوزن بشكل أفضل.
تتبعت الدراسة سلوكيات مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة حيث قُسّم المشاركون إلى مجموعتين رئيسيتين:
استراحة من النظام الغذائي قد يساعد على الاستمرار في رحلة فقدان الوزن
الأولى اتبعت نظاماً غذائياً صارماً ومستمراً لمدة 4 أسابيع دون انقطاع.
الثانية التزمت بالنظام لمدة أسبوعين فقط ثم أخذت استراحة لمدة أسبوعين قبل العودة مجدداً.
المجموعة التي دمجت فترات الراحة أو "الاختراق" الغذائي فقدت وزناً أكبر من نظيرتها التي التزمت الصرامة طوال الوقت.
وفقًا للباحثة الرئيسية في الدراسة، نوالا بيرن، فإن هذا النموذج من "الصيام المتقطع" أو intermittent dieting قد يكون أكثر فعالية من الحميات المستمرة من حيث النتائج والقدرة على الالتزام على المدى الطويل، مضيفة أن النتائج توفّر دعماً مبدئياً لهذا النهج كبديل متفوّق للحميات التقليدية.
الفكرة الأساسية هي أن الانضباط الزائد قد يؤدي إلى الإرهاق النفسي والجسدي، ما يدفع البعض إلى كسر النظام بشكل مفاجئ أو دائم، أما إدراج يوم أو أسبوع مرن ضمن الخطة فيمنح الشخص راحة ذهنية ويساعده على المضي قدمًا بثبات.
يتوافق هذا النهج مع النصائح الشائعة التي تكرّرها الأمهات وخبراء الصحة: "كل شيء باعتدال"، فبدلًا من تجنب جميع الأطعمة المحببة يمكن تناولها بشكل محسوب ومنظّم دون الشعور بالذنب.
ورغم أن البعض قد يعتبرون هذا خرقاً للانضباط إلا أن الأبحاث الحديثة تُظهر أن الحميات القابلة للاستمرار تكون أكثر فاعلية على المدى البعيد من تلك التي تعتمد على القيود الصارمة.
بين الاعتدال والمبالغة
رغم الفوائد المحتملة لأيام الفري إلا أن هذا النهج لا يناسب جميع الحميات الغذائية، فعلى سبيل المثال نظام Keto يشترط بقاء الجسم في حالة "الكيتوزيس" لـ حرق الدهون وأي تناول للكربوهيدرات يمكن أن يُخرج الجسم من هذه الحالة ويُبطل أثر الحمية، لذلك من المهم فهم نوع النظام الغذائي المُتبع ومدى مرونته قبل اعتماد فترات الراحة أو الانحراف المؤقت عنه.
تشير هذه النتائج إلى أن الاستمتاع ببعض الأطعمة المفضلة بين الحين والآخر لا يعني الفشل في الحمية بل قد يكون جزءاً ذكياً منها، فالحفاظ على التوازن بين الانضباط والاستمتاع هو ما يجعل الرحلة نحو وزن صحي أكثر واقعية واستمرارية.