بين الراحة والأمان.. دراسة تحذر من مخاطر الأحذية المبطنة على العدائين

على عكس ما يظنه كثيرون قد تكون الأحذية الرياضية المُبطنة، التي تُستخدم عادة للجري أو التمارين، سبباً مباشراً للإصابة وفقاً لدراسة جديدة نشرتها Journal of Sport and Health Science؛ فرغم أن هذه الأحذية صُممت لتوفير الراحة وتخفيف الصدمات إلا أنها تدفع العدّائين للهبوط على كعوب أقدامهم، ما يُسبب ضغطاً عمودياً عالياً قد يؤدي إلى إصابات في القدم والكاحل والساق.

الدراسة: الأحذية المُبطنة تؤدي إلى "هبوط ثقيل"

يفضل استخدام الأحذية في صالات الرياضة أو حمامات السباحةالأحذية المُبطنة تؤدي إلى هبوط ثقيل

البحث الذي أجراه فريق من جامعة إكسيتر البريطانية شمل 29 عدّاءً خضعوا لاختبارات أثناء الجري باستخدام نوعين من الأحذية: أحذية مبطنة تقليدية وأخرى خفيفة ذات دعم محدود.

النتائج أظهرت أن العدّائين الذين ارتدوا الأحذية الخفيفة وهبطوا على مقدمة أقدامهم (ما يُعرف بـforefoot strike) سجلوا معدلات أقل بكثير من الإصابات والتشنجات مقارنة بمن استخدموا الأحذية المُبطنة وهبطوا على كعوبهم (rearfoot strike).

وأوضح الباحثون أن الهبوط على الكعب أثناء الجري يؤدي إلى قوة تصادم رأسية مفاجئة وهي ليست موجودة بنفس الشكل عند الهبوط على مقدمة القدم، ورغم أن الضغوط الكلية التي يتعرض لها الجسم قد تكون متشابهة في كلتا الحالتين فإن كيفية توزيعها واستخدام عضلات القدم تلعب دوراً كبيراً في تقليل خطر الإصابة.

الركض بأحذية خفيفة أو حتى حافي القدمين

تشير الدراسة إلى أن الركض حافي القدمين أو باستخدام أحذية خفيفة جداً يُجبر الجسم تلقائياً على الهبوط على مقدمة القدم بدلاً من الكعب، ما يقلل من قوة التصادم الرأسية، هذا النوع من الجري قد يُساعد في توزيع الضغط بشكل أفضل وتقوية عضلات القدم الطبيعية.

لكن الدكتورة هانا رايس، الباحثة الرئيسية في الدراسة، حذّرت من أن الانتقال إلى نمط جري جديد أو نوع مختلف من الأحذية يجب أن يتم تدريجياً وتحت إشراف متخصص لتفادي الإصابات الناتجة عن التغيير المفاجئ في طريقة الهبوط أو استخدام العضلات.

ارتداء الأحذية الشبكيةالركض بأحذية خفيفة أو حتى حافي القدمين

ثلاثة أرباع العدّائين يتعرضون لإصابة سنوياً

تُعد هذه النتائج مثيرة للقلق خاصة مع ما كشفته د. رايس بأن حوالي 75% من العدّائين يتعرضون لإصابة واحدة على الأقل كل عام، موضحة أن العديد من العدّائين يشترون الأحذية الرياضية بناءً على الإعلانات أو الانطباعات الخاطئة دون إدراك لتأثيرها الفعلي على طريقة الجري والضغط الواقع على أجسامهم.

وأضافت "رايس": "الأحذية الرياضية يمكن تعديلها بسهولة لكن غالباً ما يختار العدّاءون ما هو أكثر راحة وليس بالضرورة ما هو أكثر أماناً".

إعادة التفكير في مفهوم الراحة

تسلط الدراسة الضوء على حاجة الرياضيين لإعادة النظر في مفاهيم الراحة والدعم التي تقدّمها الأحذية الرياضية الحديثة، فبينما تُروّج الشركات للأحذية المبطنة كخيار مثالي لحماية القدم، تشير الأدلة العلمية إلى أن هذا النوع من التصميم قد يكون له أثر عكسي على المدى الطويل لا سيما لمن يعتمدون على الجري كروتين أساسي.