ابتكار جديد يتنبأ بأورام الثدي من عينة لعاب في ثوان

في خطوة واعدة قد تغيّر مستقبل الفحوصات الطبية، نجح فريق بحثي في ابتكار جهاز صغير محمول باليد يمكنه كشف أورام الثدي عبر عينة من اللعاب بدقة وصلت إلى 100%، في دراسة أولية محدودة، ما قد يمهّد الطريق لأسلوب فحص أسرع وأسهل وأقل تكلفة من الطرق التقليدية.

دراسة أولية ونتائج مثيرة

البحث الذي نُشر مؤخراً في مجلة Biosensors اعتمد على تحليل 29 عينة لعاب باستخدام جهاز استشعار حيوي (biosensor) صُمم خصيصاً للكشف عن مؤشرات حيوية موجودة في اللعاب ومرتبطة بأورام الثدي.

وأظهرت النتائج أن الجهاز استطاع تحديد جميع الحالات المصابة بدقة كاملة كما تعرّف بشكل صحيح على الأشخاص غير المصابين بنسبة بلغت 86%، ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج رغم محدودية حجم العينة تحمل إمكانيات كبيرة لتغيير شكل الفحوصات المستقبلية.

الكشف المبكر عن أورام الثديالكشف المبكر عن أورام الثدي

حل لتجاوز عقبات الفحص التقليدي

توصي American Cancer Society بأن تبدأ النساء ذوات الخطر المتوسط بإجراء أول تصوير ماموغرافي عند سن الأربعين، مع إضافة فحص بالرنين المغناطيسي لذوات عوامل الخطر المرتفعة مثل التاريخ العائلي.

لكن هذه الفحوصات قد تكون غير مريحة وتتطلب حجز مواعيد، ما يجعلها أقل إقبالاً لدى بعض السيدات، لهذا ترى الدكتورة جوزفين إسكويفل-أبشاو، الباحثة الرئيسية، أن إمكانية أخذ عينة لعاب بسيطة في المنزل وإرسالها للتحليل ستكون خياراً أكثر سهولة وتحفيزاً.

تصميم مبتكر وشراكة دولية

تم تطوير التقنية بالتعاون بين جامعة فلوريدا في الولايات المتحدة وجامعة ناشيونال يانغ مينغ تشياو تونغ في تايوان، بقيادة البروفيسور يو-تي لياو المتخصص في الهندسة الكهربائية.

الجهاز يعتمد على لوحة دوائر إلكترونية عالية التقنية مزودة بشرائط اختبار متعددة القنوات قادرة على التعرف على مجموعة من المؤشرات الحيوية المميزة لأورام الثدي في اللعاب.

يتم جمع العينة في كوب معقم ثم تُغمس شريحة الاختبار في العينة لثوانٍ وبعد ذلك تُدخل في موصل خاص على لوحة الجهاز، عبر تطبيق مخصص يمكن عرض النتائج في الوقت الفعلي.

إمكانات لاستخدام أوسع

يرى الباحثون أن الجهاز قد يُستخدم في المرحلة الأولى لتحديد ما إذا كانت المرأة بحاجة إلى فحص إضافي مثل الماموجرام، ما يجعله وسيلة فرز أولية تقلل الضغط على مرافق الفحص وتزيد من سرعة التشخيص.

أشار الدكتور كوي هيلدرمون، أحد المشاركين في الدراسة، إلى أن إرسال الجهاز إلى المنازل لإجراء الفحص ثم متابعة النتائج في حال كانت إيجابية سيكون أسلوباً عملياً وذو قبول أكبر بين المرضى.

الناجيات من أورام الثدي أقل عرضة للزهايمرإمكانات لاستخدام أوسع

الخطوات القادمة والتوسع المستقبلي

الفريق البحثي، الذي يمتلك بالفعل براءات اختراع للجهاز، يعمل حالياً على اختبار مؤشرات حيوية إضافية في اللعاب لتحديد التركيبة الأكثر دقة للتشخيص، كما يأمل العلماء في أن يُستخدم الابتكار مستقبلاً للكشف عن مجموعة أوسع من الأمراض وليس أورام الثدي فقط.