دراسة مفاجئة: الناجيات من أورام الثدي أقل عرضة للزهايمر

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Network Open، يونيو 2025، عن وجود ارتباط بين النجاة من أورام الثدي وانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث أظهرت النتائج أن علاجات الأورام، بما في ذلك العلاج الإشعاعي والكيميائي، قد تساهم في تقليل احتمالية الإصابة بالخرف.

وتوصلت الدراسة التي أجراها فريق علمي من جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية بقيادة الدكتورة سو مين جونج، إلى أن الناجيات من سرطان الثدي كنّ أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 8% مقارنةً بالنساء غير المصابات بالمرض في نفس الفئات العمرية.

نصائح لمكافحة العزلة الناتجة عن سرطان الثدي النقيليلناجيات من سرطان الثدي كنّ أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر 

تفاصيل الدراسة المرتبطة بالناجيات من أورام الثدي

قالت الدكتورة سو مين جونج إن الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات 70,701 امرأة خضعن لعلاجات سرطان الثدي بين عامي 2010-2016، حيث قام الباحثون بمقارنة هذه المجموعة مع مجموعة ضابطة من النساء السليمات من نفس الفئة العمرية، وخضعت جميع المشاركات لمتابعة طبية استمرت في المتوسط ما بين 3 إلى 7 سنوات.

وأوضحت أن النتائج أظهرت انخفاضاً طفيفاً في خطر الإصابة بالزهايمر لدى الناجيات من أورام الثدي، مقارنةً بغير المصابات، مضيفةً أن هذا الانخفاض كان أكثر وضوحاً بين النساء في سن 65 عاماً فأكثر، حسب موقع "AuntMinnie".

علاج الأورام بالإشعاع يؤدي إلى انخفاض الإصابة بالزهايمر

أظهرت نتائج الدراسة أن العلاج الإشعاعي لأورام الثدي ساهم في انخفاض خطر الإصابة بالخرف المرتبط بمرض الزهايمر بين الناجيات، حيث سجلت نسبة الخطر المعدلة 0.77، ما يشير إلى تأثير وقائي محتمل، لكن الباحثين لم يجدوا أي ارتباط ذي دلالة إحصائية بين العلاج الكيميائي وزيادة خطر الإصابة بالزهايمر.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة سو مين جونج إن هذه النتائج تقدم رسالة طمأنة مهمة للناجيات من سرطان الثدي، وتؤكد أن تاريخ الإصابة بالمرض وعلاجاته لا يشكلان عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر في المستقبل، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم الفوائد العصبية المحتملة للعلاج الإشعاعي.

الكشف المبكر عن أورام الثديعلاج الأورام بالإشعاع يؤدي إلى انخفاض الإصابة بالزهايمر

خطر الانخفاض لا يستمر أكثر من 5 سنوات

كشفت تحليلات حديثة أشارت إليها صحيفة "The Independent" أن التأثير الوقائي ضد مرض الزهايمر لدى الناجيات من أورام الثدي قد يكون مؤقتاً، حيث لا يستمر هذا الانخفاض في خطر الإصابة لأكثر من 5 سنوات.

وفي إطار متصل، توصلت أبحاث سابقة أجراها فريق علمي من جامعة بيتسبرج العام الماضي ونشرت نتائجها في المركز الطبي التابع لجامعة بيتسبرج (UPMC) إلى نتائج إيجابية أخرى؛ حيث ربطت هذه الدراسات بين العلاج الهرموني المستخدم في علاج أورام الثدي وانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بمرض الزهايمر وأنواع الخرف المختلفة.

وتكشف هذه النتائج المتضاربة ظاهرة مثيرة للاهتمام في مجال أبحاث الأورام والأمراض العصبية، حيث يبدو أن أنواع العلاج المختلفة لأورام الثدي قد يكون لها تأثيرات متباينة على الصحة الإدراكية للمريضات على المدى الطويل.