تُعد فحوصات الماموجرام السنوية من أبرز وسائل الكشف المبكر عن أورام الثدي إلا أن فعالية هذه الفحوصات قد تتأثر بعامل غالباً ما يغيب عن أذهان كثير من النساء، وهو كثافة أنسجة الثدي؛ فالأنسجة الكثيفة يمكن أن تُخفي الأورام وتجعل من الصعب على الأشعة اكتشافها، ما يؤخر التشخيص ويقلل فرص العلاج المبكر.
تلعب كثافة أنسجة الثدي دوراً كبيراً في مدى قدرة فحوصات التصوير على اكتشاف الأورام، وتشير الخبيرة ويندي إيه. بيرغ، أستاذة الأشعة في كلية الطب بجامعة بيتسبرغ، إلى أن معرفة المرأة لنوع كثافة أنسجة الثدي لديها يمكن أن يساعد في تقييم دقة نتائج الماموجرام.
إن معظم مرضى ترميم الثدي مصابات بـ سرطان الثدي
وتضيف "بيرغ": "هذا مجرد جزء من المعادلة فعندما تكون أنسجة الثدي كثيفة بطريقة غير متجانسة، نأخذ في الاعتبار عوامل خطر أخرى إلى جانب الكثافة لنقرر ما إذا كانت هناك حاجة لفحوصات إضافية".
تؤكد "بيرغ" أن النساء اللاتي لديهن أنسجة شديدة الكثافة في الثدي ينبغي أن يخضعن لفحوصات تكميلية إلى جانب الماموجرام التقليدي، أما في حالة الكثافة غير المتجانسة فالأمر يستدعي دراسة دقيقة لمجمل عوامل الخطر بالتعاون مع الطبيب لتحديد الخطة الأنسب لكل حالة.
هذا التوجه يساعد على تحسين فرص الاكتشاف المبكر ويقلل من احتمالية أن تفوت فحوصات الماموجرام التقليدية وجود الورم بسبب التداخل بين الأنسجة الكثيفة وصورة الورم.
كشفت بيانات حديثة عن فعالية الفحوصات التكميلية حيث أظهر الماموجرام المعزز بالتباين قدرة على اكتشاف 19.2 حالة سرطان لكل 1000 امرأة تم فحصها في حين كشف التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) عن 17.4 حالة لكل 1000 والتصوير بالموجات فوق الصوتية عن 4.2 حالة لكل 1000.
وتوضح "بيرغ" أن هذه النسب كانت أعلى قليلاً من نتائج الدراسات السابقة وهو ما يعكس تقدم التقنيات التشخيصية، لكن يحذر الباحثان من أن معدلات الكشف قد تنخفض تدريجياً مع تكرار الفحوصات السنوية، نتيجة احتمالية انخفاض عدد الأورام غير المكتشفة سابقاً مقارنة بنمو أورام جديدة.
دقة الفحوصات التكميلية على اكتشاف الأورام
سلطت دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة JAMA Oncology الضوء على أهمية استخدام تقنية الماموجرام ثلاثي الأبعاد (3D mammogram)، خاصة للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بأورام الثدي.
وقد بيّنت الدراسة أن هذه التقنية -وإن كانت أفضل من الماموجرام التقليدي بشكل طفيف- أظهرت فعالية أكبر في الكشف عن الأورام المتقدمة لدى النساء ذوات الأنسجة شديدة الكثافة.
فعالية 3D Mammogram أكبر في الكشف عن الأورام المتقدمة
وتقول "بيرغ": "كانت النتائج مقنعة بدرجة تجعل من الضروري اعتماد الماموجرام ثلاثي الأبعاد كخيار أساسي للفحص الروتيني على الأقل".
لذلك تُنصح النساء في هذه الفئة بطلب هذا النوع من التصوير كخطوة أولى في الفحص السنوي إلى جانب دراسة خيارات الفحوصات التكميلية الأخرى المتاحة والتي تختلف في دقتها ومدى ملاءمتها حسب كل حالة.