يُعد الربو الشديد من أكثر أشكال الربو تعقيداً، إذ يعاني المرضى من أعراض مستمرة ونوبات متكررة رغم استخدام جرعات مرتفعة من الكورتيكوستيرويدات المستنشقة مع أدوية مساعدة أخرى.
وفي أكثر من 80% من الحالات يرتبط هذا النوع من الربو بالتهاب مناعي من النمط الثاني يتميز بارتفاع الخلايا الحمضية في الدم والمجاري التنفسية ما يزيد من شدة المرض وخطر الدخول إلى المستشفيات.
"Exdensur" علاج جديد للربو الشديد
يمثل دواء Exdensur إضافة جديدة ومهمة إلى ترسانة العلاجات البيولوجية بعد حصوله على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج داعم طويل الأمد للبالغين والمراهقين بعمر 12 عاماً، أكثر المصابين بالربو الشديد ذي النمط الحمضي.
يتميز الدواء بكونه طويل المفعول للغاية، ما يسمح بإعطائه مرتين فقط في العام وهو ما قد يغير بشكل جذري تجربة المرضى مع العلاج.
تعتمد فعالية Exdensur على قدرته على تثبيط الالتهاب المحرك للمرض لفترات ممتدة ما ينعكس مباشرة على تقليل نوبات الربو الحادة، وقد أظهرت البيانات السريرية أن المرضى الذين تلقوا العلاج سجلوا انخفاضاً ملحوظاً في معدل النوبات السنوية مقارنة بالعلاج التقليدي وحده، وهو ما يعني تحسناً في السيطرة على المرض وتقليل الحاجة إلى التدخلات الطارئة.
ضمن السياق العلمي، كشفت نتائج دراسات المرحلة الثالثة المنشورة في مجلة "New England Journal of Medicine" أن الدواء حقق انخفاضاً كبيراً في نوبات الربو على مدار عام كامل باستخدام جرعتين فقط سنوياً.
كما أظهرت التحليلات المجمعة انخفاضاً واضحاً في النوبات التي تستدعي دخول المستشفى أو زيارة أقسام الطوارئ ما يعكس فائدة مزدوجة للمرضى ولأنظمة الرعاية الصحية.
علاج لتقليل نوبات الربو
أظهرت التجارب السريرية أن Exdensur يتمتع بملف أمان جيد مع تشابه معدل وشدة الآثار الجانبية مع العلاج الوهمي، وكانت الآثار الأكثر شيوعاً التهابات الجهاز التنفسي العلوي والتهاب الأنف التحسسي، وآلام المفاصل، إلى جانب تفاعلات موضعية بسيطة في مكان الحقن، هذه النتائج تعزز الثقة في استخدام العلاج على المدى الطويل.
تمثل قلة عدد الجرعات إحدى أبرز مزايا Exdensur خاصة في ظل أن العلاجات البيولوجية الحالية غالباً ما تتطلب حقناً متكررة ما يؤثر على التزام المرضى بالعلاج، وتشير البيانات إلى أن الفواصل الزمنية الأطول بين الجرعات قد تشجع المزيد من المرضى والأطباء على تبني العلاجات البيولوجية خصوصاً لمن يستمرون في المعاناة من نوبات متكررة رغم العلاج الأمثل.
إلى جانب الموافقة الأمريكية، حصل الدواء مؤخراً على رأي إيجابي من لجنة CHMP في أوروبا مع توقع صدور قرار نهائي قريباً، كما تخضع الملفات التنظيمية للمراجعة في دول أخرى مثل اليابان والصين، ويعكس ذلك الاهتمام العالمي بإمكانية هذا العلاج في تلبية احتياجات غير ملباة لدى شريحة واسعة من مرضى الربو الشديد.
مع تزايد أعداد المصابين بالربو الشديد واستمرار العبء الصحي والاقتصادي المرتبط به، يبرز Exdensur كخيار علاجي مبتكر قد يسهم في تقليل النوبات وتحسين الالتزام وتخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية مع الحفاظ على فعالية علاجية مثبتة علمياً.