كشفت دراسة جديدة نُشرت في عدد يوليو من مجلة The Lancet Oncology عن وجود تباين في العلاقة بين العلاج الهرموني وخطر الإصابة بـ أورام الثدي التي يتم تشخيصها قبل سن 55 عاماً، وتشير النتائج إلى أن تأثير العلاجات الهرمونية قد يختلف باختلاف نوع الهرمونات المستخدمة ومدة العلاج إلى جانب بعض العوامل الصحية الأخرى لدى النساء.
قاد الدراسة فريق بحثي من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في كارولاينا الشمالية بقيادة الدكتورة كاتي إم. أوبراين، حيث اعتمد الباحثون على بيانات من 10 إلى 13 دراسة مستقبلية شملت مشاركات من مختلف أنحاء العالم، شملت العينة 459,476 امرأة تتراوح أعمارهن بين 16 و54 عاماً، وتمت متابعتهن حتى بلوغ سن 55 لرصد أي تشخيصات جديدة لأورام الثدي في هذه المرحلة العمرية.
تحليل بيانات ما يقرب من نصف مليون امرأة
أظهرت البيانات أن 8,455 امرأة (بنسبة 2%) تم تشخيصهن بأورام الثدي قبل بلوغ 55 عاماً فيما أفادت نحو 15% من المشاركات باستخدام نوع من أنواع العلاج الهرموني في مرحلة ما من حياتهن وكان أكثرها شيوعًا العلاج بهرمون الإستروجين فقط أو الاستروجين مع البروجستين (بنسب 5% و6% على التوالي).
رغم أن التحليل لم يُظهر وجود علاقة مباشرة بين أي نوع من العلاج الهرموني وزيادة خطر الإصابة بأورام الثدي المبكرة فإن الباحثين رصدوا ارتباطاً عكسياً بسيطاً لدى النساء اللاتي استخدمن هرمون الإستروجين فقط (نسبة الخطر: 0.86) ما قد يشير إلى انخفاض طفيف في احتمالية الإصابة.
في المقابل، لم يكن استخدام مزيج الإستروجين والبروجستين مرتبطًا بشكل عام بزيادة واضحة في الخطر لكن ظهرت مؤشرات لارتباط إيجابي بين الاستخدام طويل الأمد وارتفاع نسب الإصابة خاصة بين النساء اللواتي لم يخضعن لجراحة استئصال الرحم أو المبيضين حيث بلغت نسب الخطر 1.18 و1.15 على التوالي.
تفاوت بحسب نوع الورم
عند تحليل الأنواع المختلفة لأورام الثدي أظهرت الدراسة أن العلاقة بين استخدام هرمون الإستروجين وحده والإصابة ظلت متشابهة عبر الأنواع، بينما برز تأثير مزيج الإستروجين والبروجستين بشكل أكبر في الحالات التي كانت الأورام فيها سالبة لمستقبلات الإستروجين أو ثلاثية السلبية وهي الأنواع المعروفة بأنها أكثر عدوانية وأصعب في العلاج.
علّق المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور ديل ساندلر، من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، بالقول إن هذه النتائج تبرز أهمية المشورة الطبية الشخصية عند التفكير في استخدام العلاج الهرموني، مؤكداً أن القرارات العلاجية يجب أن تأخذ في الحسبان خصائص كل حالة على حدة.