تشير دراسة أولية جديدة تم عرضها في مؤتمر "American Heart Association’s Scientific Sessions 2025" إلى أن الساعات الذكية قد تتحول من مجرد أدوات لتتبع الخطوات والنبض إلى وسيلة قوية لاكتشاف أمراض القلب الهيكلية مبكراً بفضل خوارزمية ذكاء اصطناعي متقدمة.
اضطربات نظم القلب
لطالما استخدمت الساعات الذكية للكشف عن اضطرابات نظم القلب مثل الرجفان الأذيني لكن هذه الدراسة توضح أن قدراتها يمكن أن تتوسع لتشمل أمراضاً أكثر تعقيداً مثل ضعف عضلة القلب وتلف الصمامات أو زيادة سماكة عضلة القلب.
وتعتمد الخوارزمية على مستشعر "ECG أحادي القطب" المتوفر بالفعل في العديد من الساعات الذكية، والذي يلتقط إشارة بسيطة للقلب عبر مستشعر خلف الساعة والتاج الرقمي.
صحة القلب
قام فريق من الباحثين بجمع أكثر من 266 ألف تخطيط قلب (12 قطباً) من أكثر من 110 آلاف شخص، واستخدموا هذه البيانات لتعليم الخوارزمية كيفية اكتشاف أمراض القلب الهيكلية، ولمحاكاة البيانات الحقيقية القادمة من الساعات الذكية قاموا باستخراج قطب واحد فقط من الأقطاب الـ12 وأضافوا إليه ضوضاء مشابهة لتلك التي تظهر عند التسجيل في المنزل وهو ما جعل النموذج أكثر واقعية في تفسير الإشارات.
كما تم التحقق من دقة الخوارزمية خارج مراكز الرعاية المتقدمة باستخدام بيانات من مستشفيات مجتمعية إضافة إلى بيانات من دراسة سكانية واسعة في البرازيل تُعرف باسم ELSA-Brasil.
في المرحلة التالية اختبر الباحثون النموذج على 600 مشارك باستخدام ساعة ذكية حقيقية لمدة 30 ثانية، وأظهرت النتائج:
-92 %دقة عند استخدام بيانات أحادية القطب من أجهزة المستشفى.
- 88 % دقة عند استخدام بيانات مأخوذة من ساعة ذكية.
- 86 %قدرة على اكتشاف المرض (حساسية).
- 99 % قدرة على استبعاد المرض (قيمة تنبؤية سالبة).
هذه النتائج تعني أن الساعة الذكية يمكنها بمساعدة الذكاء الاصطناعي أن تلتقط إشارات "subtle subtle" تشير لوجود مشكلة في بنية القلب قبل أن تتطور إلى مضاعفات خطيرة.
أمراض القلب الهيكلية غالباً ما يتم اكتشافها بواسطة تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (ECHO)، وهو فحص يحتاج معدات متخصصة ولا يُستخدم على نطاق واسع كفحص روتيني، أما الساعات الذكية فهي منتشرة حول العالم ويمكن أن توفر وسيلة سهلة للكشف المبكر خاصة للأشخاص الذين لا يعرفون أنهم مصابون بمشكلة في القلب.
وقال الباحث الرئيسي: "بمساعدة الذكاء الاصطناعي يتحول تخطيط القلب البسيط في الساعة الذكية إلى أداة قوية للفحص المبكر".
ورغم النتائج الواعدة، أشار الباحثون إلى أن نسبة المرضى المصابين فعلياً داخل مجموعة الدراسة كانت صغيرة ما يستلزم دراسات أوسع، كما يخطط الفريق لاختبار الخوارزمية في مجتمعات أكبر لمعرفة مدى إمكانية دمجها في برامج الفحص المجتمعي.
إذا طُبق هذا الابتكار على نطاق واسع، فقد تتحول الساعات الذكية إلى أدوات فحص منزلي فعّالة تساعد على منع الكثير من الحالات القلبية الخطيرة قبل حدوثها.