ما علاقة السمنة بالإصابة بطنين الأذن؟

يُعد طنين الأذن من أكثر الأعراض السمعية انتشاراً، إذ يشعر المصاب بأصوات مثل الرنين أو الأزيز دون وجود مصدر خارجي، وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10% و15% من البالغين يعانون منه بدرجات متفاوتة، ورغم شيوعه لا تزال آلياته المرضية غير مفهومة بالكامل حيث تتداخل عوامل عصبية وسمعية واستقلابية ونفسية في ظهوره واستمراره.

ما الخيار الأكثر فعالية لمرضى السمنة المعقدة؟علاقة السمنة بطنين الأذن 

السمنة كعامل خطر محتمل

 تحولت السمنة في السنوات الأخيرة إلى قضية صحية عالمية، لا تقتصر آثارها على القلب والسكري فحسب بل تمتد لتشمل الجهاز العصبي والحواس، فزيادة الدهون في الجسم ترتبط بالتهاب مزمن منخفض الدرجة، واضطرابات في الأوعية الدموية ومقاومة الإنسولين وهي عوامل قد تؤثر في تروية الأذن الداخلية ووظائفها الدقيقة ما يفتح الباب أمام احتمال ارتباطها بطنين الأذن.

دراسة سكانية تكشف الارتباط

ضمن هذا السياق حللت دراسة سكانية واسعة بيانات من المسح الوطني للصحة والتغذية في الولايات المتحدة (NHANES) خلال الأعوام 2015–2018، شملت أكثر من 5,400 بالغ، وجرى تقييم السمنة اعتماداً على مؤشر كتلة الجسم بينما جرى تحديد طنين الأذن عبر استبيانات قياسية حول الإحساس بأصوات مستمرة دون مصدر خارجي.

أرقام لافتة ودلالات مهمة

أظهرت النتائج أن طنين الأذن أُبلغ عنه لدى نحو 17% من المشاركين، مع ارتفاع ملحوظ في الانتشار بين المصابين بالسمنة مقارنة بغير المصابين بها، فبينما بلغت النسبة نحو 15% لدى غير المصابين بالسمنة ارتفعت إلى أكثر من 20% لدى المصابين بها، ولم يقتصر الأمر على مقارنة بسيطة إذ استمر هذا الارتباط حتى بعد ضبط عوامل مؤثرة مثل العمر والجنس والخلفية العرقية والتدخين واضطرابات النوم و الاكتئاب.

مؤشر كتلة الجسم مقابل مؤشر استدارة الجسمالسمنة ومؤشر كتلة الجسم

من هم الأكثر عرضة؟

بيّنت التحليلات أن طنين الأذن يزداد مع التقدم في العمر ويظهر بشكل أكبر لدى الرجال وكبار السن وكذلك لدى من يعانون الاكتئاب، كما سُجل انتشار أعلى بين بعض الفئات العرقية ورغم أن التدخين وقلة النوم لم يظهرا ارتباطاً قوياً في هذه العينة فإن الاكتئاب والسمنة برزا كعاملين متلازمين مع ارتفاع معدلات الطنين.

تفسيرات بيولوجية محتملة

يرجح الباحثون عدة آليات لتفسير هذا الارتباط فالسمنة قد تُحدث خللًا في وظيفة الأوعية الدموية الدقيقة المغذية للأذن الداخلية أو تزيد من الالتهاب والإجهاد التأكسدي ما يؤثر في الخلايا السمعية، كما أن المتلازمة الاستقلابية ومقاومة الإنسولين قد تُخلّ بتوازن السوائل والأيونات داخل الأذن وهو توازن بالغ الأهمية للإحساس السمعي الطبيعي.

أهمية النتائج سريرياً

تسلط هذه النتائج الضوء على ضرورة النظر إلى طنين الأذن بوصفه عرضاً متعدد العوامل لا يقتصر على الأذن وحدها، فإدارة الوزن وتحسين الصحة الاستقلابية قد تصبح جزءاً من مقاربة أشمل للتعامل مع الطنين إلى جانب التقييم السمعي والنفسي المعتاد، وتشير البيانات إلى أن السمنة قد تكون عاملاً مستقلاً يسهم في زيادة احتمالات الإصابة وليس مجرد متغير مرافق.