لماذا تعاني المصابات بمتلازمة الألم العضلي الليفي من فرط نشاط المثانة؟

تُعرف متلازمة الألم العضلي الليفي بأنها اضطراب مزمن يتميز بآلام واسعة الانتشار وإرهاق واضطرابات في النوم والتركيز، لكن كثيراً من المصابات يواجهن أعراضاً أخرى أقل تسليطاً للضوء من بينها مشكلات الجهاز البولي السفلي وعلى رأسها فرط نشاط المثانة. هذه الأعراض قد تزيد العبء اليومي للمرض وتؤثر بشكل مباشر في جودة الحياة.

علاج متلازمة فرط نشاط المثانةفرط نشاط المثانة

ما هو فرط نشاط المثانة؟

فرط نشاط المثانة هو حالة وظيفية تتميز بإلحاح مفاجئ ومتكرر للتبول وقد يصاحبه تكرار التبول ليلاً أو نهاراً وأحياناً سلس بولي إلحاحي، لا ترتبط الحالة دائماً بعدوى أو سبب عضوي واضح ما يجعل تشخيصها وعلاجها أكثر تعقيداً خاصة عند تداخلها مع أمراض مزمنة أخرى.

لماذا تُعد المصابات بالألم العضلي الليفي أكثر عرضة لفرط نشاط المثانة؟

تشير التفسيرات الحديثة إلى أن متلازمة الألم العضلي الليفي ترتبط بما يُعرف بـ"التحسس المركزي" حيث يصبح الجهاز العصبي أكثر حساسية للمثيرات.

هذا الخلل في معالجة الإشارات العصبية لا يقتصر على الألم فقط بل قد يشمل أيضًا الإشارات القادمة من المثانة ما يفسر زيادة معدلات فرط نشاطها لدى هذه الفئة.

الدراسة تكشف عن مقارنة بين النساء 

ضمن هذا الإطار تناولت دراسة مقطعية مقارنة انتشار فرط نشاط المثانة بين نساء مصابات بمتلازمة الألم العضلي الليفي وأخريات يعانين أعراضاً بولية مشابهة دون الإصابة بالمتلازمة.

لم تبدأ الدراسة من فراغ بل جاءت استجابة لملاحظة سريرية متكررة بوجود شكاوى بولية ملحوظة لدى هذه المريضات دون تفسير واضح في كثير من الأحيان.

الألم العضلي الليفيأعراض الألم العضلي الليفي

انتشار مرتفع لفرط نشاط المثانة بين  المصابات بالألم العضلي الليفي

أظهرت نتائج البحث أن فرط نشاط المثانة شائع بشكل لافت بين المصابات بالألم العضلي الليفي، إذ سُجل لدى أكثر من نصف المشاركات مقارنة بنسبة أقل بكثير لدى مجموعة المقارنة، هذا الفارق الكبير لم يكن رقمياً فقط بل صاحبه اختلاف واضح في شدة الأعراض وحدتها.

شدة الأعراض وتعدد الشكاوى

المصابات اللواتي جمعن بين الألم العضلي الليفي وفرط نشاط المثانة عانين من مستويات أعلى من الألم المنتشر وشدة الأعراض العامة وزيادة العبء الجسدي والنفسي مقارنة بغيرهن، كما لوحظ ارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية المصاحبة ومتلازمة القولون العصبي والسمنة ما يعكس صورة معقدة من التداخل بين الأعراض الجسدية والوظيفية.

العلاقة بين المثانة والجهاز العصبي

كشفت النتائج عن وجود ارتباط متوسط القوة بين شدة أعراض فرط نشاط المثانة وشدة أعراض الألم العضلي الليفي، هذا الارتباط يدعم الفرضية القائلة إن اضطرابات المثانة لدى المريضات ليست مشكلة موضعية فحسب بل جزء من خلل أوسع في معالجة الجهاز العصبي المركزي للإحساس.

دلالات تشخيصية وعلاجية

تسلط هذه المعطيات الضوء على أهمية عدم التعامل مع الأعراض البولية بمعزل عن السياق العام للحالة الصحية، فالتعرف المبكر على فرط نشاط المثانة لدى المصابات بالألم العضلي الليفي قد يساعد في تحسين الخطة العلاجية الشاملة وتخفيف العبء اليومي وتقليل الإحباط الناتج عن تعدد الشكاوى غير المفسرة.

نحو فهم أشمل للحالة

إدراك أن فرط نشاط المثانة قد يكون أحد أوجه التحسس المركزي يفتح الباب أمام أساليب علاجية أكثر تكاملاً تجمع بين العلاج الدوائي والدعم النفسي والتعامل مع نمط الحياة، بدل الاكتفاء بعلاج عرضي للأعراض البولية فقط.