كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Menopause أن النساء في منتصف العمر اللواتي يعانين من تراكم الدهون في منطقة البطن يواجهن خطراً أعلى للإصابة بسلس البول الناتج عن الضغط، وأوضحت النتائج أن الدهون المحيطة بالخصر والأعضاء الداخلية ترفع احتمال تسرب البول بنسبة تصل إلى 33% عند القيام بأنشطة بدنية مثل العطس أو السعال أو بذل الجهد.
قاد فريق البحث ماري كوتي، الباحثة في مرحلة الدكتوراه بجامعة يوفاسكيلا في فنلندا University of Jyvaskyla، حيث أشار إلى أن السمنة البطنية قد تُعرض أنسجة الحوض إلى إجهاد مزمن وتمدد مستمر، ما يُضعف في النهاية بنية عضلات قاع الحوض، ويُعتقد أن هذا الضعف السبب وراء الصعوبة في التحكم بالمثانة وبالتالي تسرب البول في المواقف اليومية المجهدة.
الإجهاد المزمن للأنسجة الحوضية بسبب السمنة البطنية
أشارت الدراسة إلى أن خطر الإصابة بسلس البول الناتج عن الضغط لا يقتصر فقط على دهون البطن بل يرتبط أيضًا بمؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخصر، ويُعتبر BMI أداة تقريبية لقياس نسبة الدهون في الجسم بناءً على الطول والوزن وتُظهر النتائج أن كلاً من BMI ومحيط الخصر يمكن استخدامهما كمؤشرين فعّالين لتقييم خطر الإصابة حتى دون اللجوء إلى أدوات قياس أكثر تعقيداً.
شملت الدراسة متابعة الحالة الصحية لـ376 امرأة من منطقة يوفاسكيلا في فنلندا وكانت أعمارهن تتراوح بين 47 و55 عاماً عند بداية الدراسة، استخدم الباحثون عدة تقنيات لتحليل تركيبة الجسم من بينها تحليل المقاومة الكهربائية الحيوية والتصوير بالأشعة السينية لتقدير كتلة الدهون.
وقالت "كوتي" في بيان صحفي: "قمنا بقياس محيط الخصر واحتسبنا مؤشر كتلة الجسم للمشاركات ثم قمنا بتحليل العلاقة بين هذه العوامل وأعراض اضطرابات قاع الحوض، وبيّنت النتائج وجود علاقة قوية بين ارتفاع نسبة الدهون الكلية ومؤشر كتلة الجسم المرتفع وزيادة محيط الخصر مع ارتفاع خطر سلس البول الناتج عن الضغط".
الدهون المتركزة في الجزء العلوي من الجسم الأخطر
أوضحت الدراسة أن أعلى درجات الخطورة ترتبط بنوع خاص من الدهون يُعرف بـالدهون الأندرويدية، وهي الدهون التي تتركز حول البطن والصدر وأعلى الظهر.
وكتب الباحثون: "الإجهاد الميكانيكي والتمثيلي الناتج عن الوزن الزائد والدهون الزائدة في الجسم قد يهيئان الجسم لتطور حالات سلس البول".
استبعدت الدراسة النساء المصابات بالسمنة الشديدة (مؤشر كتلة الجسم فوق 35) ما يدل على أن حتى الزيادات المعتدلة في الوزن يمكن أن تسهم في ظهور هذا النوع من السلس.
وأكد الباحثون الحاجة إلى المزيد من الدراسات المستقبلية لمعرفة ما إذا كان فقدان الوزن يمكن أن يقلل من هذا الخطر أو يُستخدم كوسيلة علاجية فعالة.