اختبار جديد يكشف سبب الإجهاض المتكرر للنساء

في خطوة جديدة لمكافحة حالات الإجهاض، نجح علماء في تطوير اختبار لتحديد النساء الأكثر عرضة لخطر الإجهاض، وهو ما قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة لمنع فقدان الحمل.

علاقة بطانة الرحم بالإجهاض

كشفت أكبر دراسة من نوعها أن عملية غير طبيعية في بطانة الرحم، تفسر سبب تعرض بعض النساء للإجهاض وتفتح هذه النتائج الباب أمام طرق جديدة لمساعدة النساء على تجنب الإجهاض.

واكتشف علماء في جامعة وارويك ومستشفيات جامعة كوفنتري ووارويكشاير التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، أن بطانة الرحم لدى بعض النساء اللاتي لديهن تاريخ من الإجهاض، لا تتفاعل بالطريقة التي ينبغي لها ولا تصبح مكاناً داعماً لزرع الجنين.

وقال الباحثون إن هذا يمثل جزءاً رئيسياً من لغز الإجهاض، حيث أرجعوا خطر الإجهاض إلى مشكلة في بطانة الرحم قبل الحمل، وهو ما قد يساعد أيضاً في تفسير سبب تعرض بعض النساء لفقدان الحمل بشكل متكرر حتى مع وجود أجنة صحية.

4 حالات طبية تستدعي الإجهاضعلاقة بطانة الرحم بالإجهاض

ما هي أهداف الدراسة المرتبطة بالإجهاض؟

قالت الدكتورة جوان موتر، الباحثة الرئيسية في كلية الطب بجامعة وارويك، والتي مُوِّلت دراستها من قِبل مؤسسة Tommy's الخيرية لفقدان الأطفال، أن الأمر يتعلق بتحديد حالات الإجهاض التي يمكن الوقاية منها، ويقال للعديد من النساء إنهن قد عانين من سوء الحظ، لكن نتائج الدراسة تُظهر أن الرحم نفسه قد يُهيئ الظروف لفقدان الحمل حتى قبل حدوثه.

تفاصيل الدراسة

خضعت 1300 امرأة للدراسة ووجد الباحثون أن عملية بيولوجية أساسية تُسمى التفاعل القاعدي، والتي تُهيئ بطانة الرحم للحمل، غالباً لا تعمل بشكل صحيح لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ من الإجهاض، كما وجد الباحثون أنه عندما لا يتم تنشيطها بالكامل، يتم إنشاء بيئة غير مستقرة تزيد من خطر النزيف وفقدان الحمل المبكر، وذلك وفق النتائج التي نُشرت في مجلة Science Advances.

وبناءً على هذا البحث، طوّر الفريق اختبارًا تشخيصيًا لتحديد النساء الأكثر عرضة لخطر الإجهاض، وتم تجربة الاختبار في مدينة كوفنتري في إنجلترا، و ساهم بالفعل في رعاية أكثر من ألف مريض، بحسب صحيفة The Guardian.

نصائح  لدعم الرجل زوجته بعد الإجهاضاختبارًا تشخيصيًا لتحديد النساء الأكثر عرضة لخطر الإجهاض

تجربة إحدى المشاركات في الدراسة

قالت هولي ميليكوريس، إحدى النساء اللاتي عُرض عليهن الاختبار الجديد، ، إن التجربة غيرت حياتها بعد أن عانت من 5 حالات إجهاض، إذ شعرت بالضياع، وبدأت تتقبل فكرة أنها لن تتمكن من الحمل أبدًا، ولم تجد العلاجات التي تُساعد عادةً النساء اللواتي تعرضن للإجهاض نفعاً.

وكشف الفحص أن بطانة الرحم عند "هولي" غير مهيأة للحمل، وبعد العلاج، رُزقت هي وزوجها كريس بطفلين سليمين، جورج، البالغ من العمر الآن 3 سنوات، وهايدي، البالغة من العمر 17 شهراً.

أسباب الإجهاض في الثلث الأول من الحملتجربة إحدى المشاركات في الدراسة

وقالت الدكتورة جيوتسنا فوهرا، مديرة الأبحاث في مستشفى تومي، إن النساء اللواتي يعانين من صدمة الإجهاض المتكرر وتداعياته المدمرة، غالباً ما يُتركن دون إجابات عن السبب، موضحةً أن هذا الاختبار يمهد الطريق ليس فقط لتفسير بعض الحالات، بل والأهم من ذلك، لإيجاد علاجات تمنع فقدان الحمل في المستقبل.