تشير الأدلة إلى أن الإجهاض لا يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية، فعلى الرغم من أن بعض الأشخاص قد يعتقدون أن الإجهاض يمكن أن يسبب الاكتئاب أو حتى الانتحار فإن هذه الفكرة تعتبر خرافة، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الإجهاض لا يسبب أعراضاً نفسية أو مشكلات صحية عقلية.
هناك حالات تستدعي الإجهاض للحفاظ على صحة الأم أو في ظل ظروف خاصة تتعلق بالجنين، حيث أوضحت التوصيات الصادرة عن New England Journal of Medicine المعايير الطبية للإجهاض في هذه الحالات، وهي كالتالي:
حالات طبية تستدعي الإجهاض
1. خطر على حياة الأم: في بعض الحالات قد يشكل استمرار الحمل تهديدًا لحياة الأم مثل حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد (تسمم الحمل) أو أمراض القلب الخطيرة.
2. تشوهات جنينية خطيرة: عندما يتم تشخيص الجنين بتشوهات خلقية شديدة تجعل حياته بعد الولادة غير ممكنة أو مليئة بالمعاناة قد يُوصى بالإجهاض.
3. الحمل خارج الرحم: يحدث عندما ينغرس الجنين خارج الرحم عادة في قناة فالوب وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الأم.
4. الأمراض المعدية الخطيرة: في حالات نادرة قد يؤدي إصابة الأم بأمراض معدية خطيرة خلال الحمل إلى توصيات طبية بالإجهاض.
ومن المهم أن يتم اتخاذ قرار الإجهاض بالتشاور مع فريق طبي مختص.
تشير الأبحاث إلى أن نوع الرعاية المرتبطة بالإجهاض لا يسبب نتائج نفسية سلبية، هذا الاستنتاج تدعمه العديد من المنظمات المرموقة مثل جمعية علم النفس الأمريكية والجمعية الأمريكية للطب النفسي والكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، وعلى الرغم من بعض الادعاءات حول "متلازمة ما بعد الإجهاض" أو "الإجهاد ما بعد الإجهاض" لا توجد أدلة تدعم وجود هذه الحالات، وهي غير معترف بها في الدلائل الطبية العالمية مثل التصنيف الدولي للأمراض.
الإجهاد ما بعد الإجهاض
أحد التحليلات البارزة الذي أجرته Advancing New Standards in Reproductive Health أظهر أن الإجهاض لا يؤدي إلى تفاقم الحالات النفسية، علاوة على ذلك لم يكن هناك فرق كبير في معدلات الانتحار أو الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بين من أتموا الإجهاض.
تُظهر الأبحاث أن هناك عوامل تزيد من احتمالية تأثر الصحة العقلية سلباً بعد الإجهاض، وتشمل:
الضغط الاجتماعي والديني: النساء اللواتي يعشن في بيئات متداخلة قد يشعرن بالضغط المرتبط بالإنجاب.
نقص الدعم العاطفي: نقص الدعم من الشريك أو العائلة يمكن أن يزيد من مشاعر الوحدة والحزن.
الإجهاض القسري: عندما يكون الإجهاض نتيجة ضغوط أو قيود قد يؤدي ذلك إلى صدمة نفسية.
أهمية الدعم النفسي بعد الإجهاض
الدعم النفسي يلعب دوراً حيوياً في تخفيف الآثار السلبية المحتملة للإجهاض، يمكن أن يساعد التحدث إلى مستشارين نفسيين متخصصين أو الانضمام إلى مجموعات دعم النساء على التعامل مع المشاعر المتضاربة، كما يجب أن تكون الخدمات الصحية شاملة بحيث تركز على الجوانب الطبية والنفسية معاً.