مخاطر التشخيص المتأخر للسكري من النوع الأول.. مضاعفات قد تهدد الحياة

كشفت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلب أن تشخيص مرض السكري من النوع الأول في مرحلة البلوغ، وخاصة بعد سن الأربعين، يرتبط بزيادة كبيرة في مخاطر الوفاة والمضاعفات القلبية الوعائية الخطيرة مقارنةً بالأشخاص الأصحاء ومرضى السكري من النوع الثاني، حيث أظهرت النتائج ارتفاع معدلات الوفاة بنسبة 71% وزيادة خطر الإصابة بالمضاعفات القلبية بنسبة 30% بين هذه الفئة من المرضى.

مخاطر خفية لمرض السكري عند التشخيص المتأخر

البول الرغوي ومرض السكريمخاطر خفية لمرض السكري عند التشخيص المتأخر

الدراسة أجراها باحثون من معهد كارولينسكا في ستوكهولم بقيادة يوكسيا وي، حيث حلل الفريق بيانات واسعة النطاق شملت أكثر من 10 آلاف شخص مصاب بالنوع الأول من السكري الذي بدأ في مرحلة البلوغ إلى جانب نحو 375 ألف مصاب بالنوع الثاني من السكري و509 آلاف شخص من غير المصابين كمجموعة مقارنة، امتدت فترة الدراسة من عام 2001 إلى 2020.

زيادة خطر الوفاة

أظهرت النتائج أن البالغين المصابين بداء السكري من النوع الأول كانوا أكثر عرضة للوفاة من أي سبب بنسبة 71% (معامل خطورة: 1.71) مقارنةً بعموم السكان، كما سجلوا ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بالمضاعفات القلبية الوعائية الكبرى (MACE) بنسبة 30% (معامل خطورة: 1.30)، والتي تشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأحداث القلبية الوعائية الخطيرة.

كما تبين أن معدلات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية والسرطان والأمراض المعدية كانت مرتفعة أيضاً لدى هؤلاء المرضى.

مقارنة مع النوع الثاني من السكري: نتائج مختلطة

أظهرت نتائج الدراسة عند مقارنة مرضى السكري من النوع الأول في سن البلوغ بمرضى النوع الثاني أنهم أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات القلبية الكبرى بنسبة 33% (معامل خطورة 0.67)، لكنهم يواجهون خطراً أعلى بكثير للوفاة بسبب المضاعفات الحادة مثل الغيبوبة السكرية والحماض الكيتوني السكري، حيث بلغ معامل الخطورة الصادم 7.04، ما يعني أنهم أكثر عرضة للوفاة بهذه الأسباب بمقدار 7 أضعاف مقارنة بمرضى النوع الثاني.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه النتائج تعكس ضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى النوع الأول إضافة إلى محدودية استخدام مضخات الإنسولين لديهم خاصة بين من شُخّصوا بعد سن الأربعين.

علاج مرض السكريمرضى النوع الثاني أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات القلبية

السمنة والتدخين.. أبرز المساهمين في الخطر

حدد الباحثون أهم العوامل التي ساهمت في زيادة معدلات الوفاة والمضاعفات بين مرضى النوع الأول في سن البلوغ، وقد تبين أن التدخين وحده كان مسؤولاً عن 10.7% من الوفيات في حين ساهمت مستويات HbA1c المرتفعة (≥53 mmol/mol) بنسبة 10.4%.

أما بالنسبة للمضاعفات القلبية الوعائية فقد كانت السمنة أو زيادة الوزن العامل الأبرز بنسبة 19.8% تلاها التدخين بنسبة 8.4% ثم ارتفاع HbA1c بنسبة 8.8%.

يجب الإقلاع عن التدخين التدخين يزيد معدلات الوفاة والمضاعفات بين مرضى النوع الأول

أهمية تحسين نمط الحياة ومراقبة السكر

قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة الدكتورة صوفيا كارلسون، من معهد كارولينسكا: "تُظهر نتائجنا أن التوقعات الصحية يمكن أن تتحسن بشكل كبير من خلال الوقاية من التدخين والسمنة وتحسين السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم خصوصاً لدى الأشخاص الذين يُشخّصون في أعمار متقدمة".

وأضافت أن الفريق البحثي يعتزم مواصلة تسليط الضوء على هذه القضايا الصحية المهمة خلال السنوات المقبلة بهدف تحسين جودة الحياة والتقليل من معدلات الوفاة لدى مرضى السكري.