لم يعد خفض خطر الإصابة بـ الخرف مرتبطاً بالعوامل الوراثية أو التقدم في العمر فقط، بل تشير أحدث الدراسات إلى أن نمط الحياة يلعب دوراً محورياً في الوقاية، وكشفت 4 دراسات حديثة عن وسائل جديدة ومثبتة علمياً لتحسين صحة الدماغ وتقليل احتمالات الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر.
ربطت دراسات كثيرة بين جودة النوم وانخفاض خطر الخرف، لكن دراسة جديدة سلطت الضوء على أهمية مرحلتي النوم العميق (slow-wave sleep) ونوم حركة العين السريعة (REM sleep) تحديداً في تنظيف الدماغ من السموم ودعم شبكات الذاكرة.
عدم الحصول على قسط كاف من النوم يزيد خطر الإصابة بالخرف
وقالت الدكتورة سيلكي بالاهاجاني، أستاذة الطب السلوكي العصبي في Weill Cornell Medicine: "عدم الحصول على كميات كافية من النوم العميق ونوم REM خاصة في منتصف العمر يرتبط بانكماش أجزاء من الدماغ معرضة بشدة لتأثير ألزهايمر".
وأوصت الدكتورة سودها سيشادري من جامعة تكساس، بكتابة يوميات نوم وملاحظة الشعور العام بعد الاستيقاظ، كما يمكن استخدام ساعات ذكية أو أجهزة استشعار تحت الفراش لقياس جودة النوم واستشارة الطبيب بناءً على هذه البيانات.
نشرت مجلة "Alzheimer’s & Dementia" دراسة قارنت بين تأثير التمارين الرياضية الشاقة والخفيفة على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل خفيفة في الذاكرة، والمفاجأة أن كلتا المجموعتين لم تشهد تدهوراً إضافياً في القدرات الإدراكية خلال 18 شهراً حتى بعد توقف الدعم المباشر من المدربين.
وقالت الباحثة لورا بيكر من جامعة ويك فورست: "هذا أكبر اختبار سريري من نوعه لممارسة التمارين لدى المصابين بضعف إدراكي خفيف، ما زلنا نكتشف الإمكانات الكاملة للرياضة كدواء".
وأظهرت دراسة حديثة أن من كانت مستويات الكوليسترول الضار لديهم أقل من mg/dL 70، انخفضت لديهم احتمالات الإصابة بالخرف بنسبة 26%، ومرض ألزهايمر تحديداً بنسبة 28%، مقارنة بمن تجاوزت مستوياتهم 130 mg/dL.
السيطرة على الكوليسترول الضار يقي من الإصابة بالخرف
وعلق الدكتور مايكل دوبس من جامعة أتلانتيك فلوريدا: "هذا المستوى من تقليل الخطر يعادل أفضل التعديلات في نمط الحياة المعروفة لدينا"، كما أشارت النتائج إلى أن تناول الستاتينات (Statins) أضاف نسبة حماية إضافية تصل إلى 13% للمصابين بارتفاع الكوليسترول.
وأضاف "دوبس" أن الكوليسترول يلعب دوراً في التهابات الدماغ وتدفق الدم في الشرايين الدقيقة، وأن الستاتينات تساعد في تقليل التراكمات داخل الدماغ ما قد يفسر دورها الوقائي.
بالنسبة لمن يعانون من النوع الثاني من السكري، أظهرت دراسة أن تناول أدوية GLP-1 أو SGLT2i مثل عقار "Ozempic"، ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بألزهايمر أو خرف مشابه بنسبة تتراوح بين 33% و43%.
أدوية السكري قد تحمي الدماغ
لكن الدكتور ديانا ثييارا من جامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو، حذرت من المبالغة في التوقعات، مشيرة إلى أن حجم الدراسة غير كافٍ بعد لتغيير سياسات التأمين.
وتُجرى حالياً تجربتان سريريتان عشوائيتان تحت اسم EVOKE وEVOKE Plus، لدراسة تأثير "semaglutide" (الاسم العلمي لـOzempic) على التدهور الإدراكي، وستُستكمل النتائج بحلول أكتوبر 2026.