قد يكون العقم من أكثر التحديات التي تواجه الرجال ليس فقط من الناحية الطبية بل من حيث تأثيره النفسي والعاطفي فهو يلامس الشعور بالهوية والرجولة ويطرح تساؤلات صعبة حول المستقبل والعلاقات، ويوضح خبراء نفسيين أن العقم قد يؤدي إلى شعور بالإحباط والغضب أو حتى العار، ما ينعكس على جودة العلاقة مع الشريكة إذا لم يُعبّر كل طرف عن مشاعره بوضوح وفقاً لمجلة "men’s health".العقم عند الرجال
يشدد الخبراء على أهمية ألا تتحمل عبء هذه التجربة وحدك حيث إن الدعم النفسي والاجتماعي يلعب دوراً مهماً في تخفيف الضغط؛ لذا ينصح بالانضمام إلى مجموعات دعم أو التحدث مع مختصين في قضايا العقم في مثل هذه المساحات، ويمكنك أن تجد فهماً أعمق لما تمر به وتتبادل الخبرات مع آخرين خاضوا التجربة نفسها.
قبل الحديث عن الأمر علناً أو على وسائل التواصل الاجتماعي من المهم أن تتفق مع شريكتك على ما يمكن مشاركته، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون القرار مشتركاً حتى لا يشعر أي منكما بأنه كُشف أمام الآخرين دون رغبة حقيقية.
العقم ليس خطأ أحد بل هو حالة طبية كغيرها من التحديات الصحية، ومن المهم تجنّب تأنيب الذات أو توجيه اللوم ومشاركة المسؤوليات مثل الذهاب معاً إلى المواعيد الطبية أو تقديم الدعم اليومي ويمكن أن تُقوي العلاقة وتُخفف من الشعور بالوحدة.
الاطلاع على المعلومات الصحيحة حول العقم وخيارات العلاج يجعلك أكثر قدرة على اتخاذ قرارات واضحة ويقلل من القلق، ويمكن الرجوع إلى مصادر موثوقة لتفادي المعلومات الخاطئة المنتشرة على الإنترنت.
غالباً ما يميل الرجال إلى التركيز على إيجاد حلول عملية بينما تميل النساء إلى التعبير العاطفي؛ لذا أفضل ما يمكن أن تفعله هو أن تسأل شريكتك ببساطة: "كيف يمكنني دعمك؟" إذ إن التواصل الصادق المباشر يُجنبكما الكثير من سوء الفهم.
يوصي الخبراء بجلسات أسبوعية بسيطة تستغرق نحو 20 دقيقة لمشاركة المشاعر والتحديات بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية، هذه اللحظات الصادقة يمكن أن تحمي العلاقة من التآكل، كما أن منح شريكتك المساحة للتعبير عن مشاعرها قد يخفف من شعورها بالوحدة ويشجعك أيضاً على فتح قلبك.
يشبه الخبراء تجربة العقم بفترة حِداد لا يُعترف بها اجتماعياً مما يجعل من الصعب أحياناً طلب الدعم، لذلك لا تشعر بالذنب إذا احتجت إلى الابتعاد عن مناسبات معينة تثير الألم مثل حفلات المواليد، وخصص وقتاً للعناية بنفسك واستعادة توازنك النفسي.لا تقسو على نفسك
الحياة لا تتوقف عند خيار واحد؛ لذا يدعو الخبراء إلى استكشاف بدائل مثل التبني أو الرعاية أو التبرع وتوسيع مفهوم الأبوة، وخوض هذه الخيارات مع شريكتك يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة ويعيد المعنى لعلاقتكما حتى إن لم تشمل أطفالاً بيولوجيين.